08 أكتوبر 2025
تسجيلمرت ستة أشهر على جائحة كورونا والعالم يعد ما استطاع له من قوة للفتك به اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الوباء مرسل بقوة وأسلحة دفاعية قوية وموجهة توجيهاً محددا، وانه مدجج بكل الأسلحة التي تضمن صلاحية بقائه لأطول مدة ممكنة، وكما اقرت بعض التقارير الطبية في كثير من الدول بأن هذا الفيروس غير طبيعي، وهو متلون، وقد وصل الى هذه اللحظة الى ثماني نسخ مختلفة متأقلمة مع أجواء الدول الحاضنة له وبعد كل فترة يكتشف العلماء ظهور أعراض جديدة له، منها الموت الفجائي دون ان يعلم المتوفى أنه كان مصابا بالفيروس، واكتشف العلماء ايضا ان "كوفيد19" لم يكتف بمهاجمة خلايا الرئة ورفع درجة الحرارة وضيق التنفس بل اكتشفوا ان الفيروس يعمل على تخثير الدم وتضييق الأوردة الناقلة له وبالتالي حدوث جلطات مفاجئة للمصاب، وأيضا يهاجم عضلات القلب ويضعفها، وهذا ما يفسر وقوع بعض المصابين اثناء السير في الشوارع، وبما ان العالم اكتشف ان هذا الفيروس فتاك ومدجج بأسلحة بقائه لفترة زمنية طويلة، وأن هناك كثيرا من التصريحات المحلية والدولية بأن بقاء هذا الوباء قد يطول ليس أمامنا الا ثلاثة حلول، الاول علمي والثاني محلي والثالث إلهي. الحل الاول: هو قدرة البشر على ايجاد لقاح له او علاج بعد الإصابة والحد من خطورته وبالتالي تقليل نسبة انتقال الفيروس، وهذا الحل قد يطول ولن يقع قبل عام في أحسن الأحوال وقد يمتد الى عشرات السنوات، كما هو الحال مع باقي الفيروسات مثل السل وشلل الاطفال التي أخذت من البشرية عشرات السنوات لإيجاد اللقاح، وكما فشلت البشرية حتى الآن في ايجاد لقاح لمرض الإيدز والسارس والسكري وغيرها. الحل الثاني: وهو بأيدينا نحن وأدعو جميع الجهات المختصة بالدولة للبدء في عمل الدراسات اللازمة لتنفيذه وهو ان نتعايش نحن مع هذا المرض بحالته الآنية، ونحاول في نفس الوقت ان نضاعف من جهودنا الطبية بإجراء الفحوصات والمسح الكامل لكل الموجودين بالدولة، واعتقد ان فحص خمس آلاف شخص يوميا ليس بالعدد الكافي للوصول الى محاصرة الفيروس ولو بعد عام كامل من الآن، ولا أعتقد ان الإمكانيات اللوجستية بدولة قطر هي العائق امام تحقيق ذلك، ولكن قد تكون الكوادر الطبية غير كافية، وهنا الحل الأسهل بأن يتم الاستعانة بكل الكوادر الصحية وتدريبها على أخذ العينات وفحصها مخبريا، كما ان بالدولة عددا كبيرا من المستشفيات والمراكز الطبية المصرح لها بالعمل بالدولة يمكن الاستفادة القصوى من كوادرها للعمل مع الكوادر الصحية في هذا المجال، والكل في خندق واحد لمحاربة هذه الجائحة، وبذلك نكون قد حاصرنا هذا الفيروس في فئة محدودة، وكسرنا دائرة العدوى، ومن حظنا ولجهود كوادرنا الطبية العاملة منذ انتشار الفيروس ان نسبة الوفيات عندنا تعتبر من اقل النسب العالمية، وهذا يدل على الاهتمام الصحي والعلاجي لمرافقنا وجاهزيتها، وتعود الحياة الى طبيعتها تدريجياً وباتخاذ الاجراءات التحذيرية المعمول بها مثل التباعد الاجتماعي والتجمعات وغيرها من الاجراءات الأخرى، وما فتح المنطقة الصناعية قبل ايام الا تجربة في الطريق الصحيح لعودة الحياة، والدفع بعجلة الاقتصاد للدوران، ودعونا نعيش فرحة العيد هذا العام بشكل طبيعي تحت الاجراءات الاحترازية وافتحوا المتنزهات والشواطئ أمام الناس. الحل الثالث: هو أن يرفع الله هذا الوباء عن الأرض وهذا لن يتأتى الا بعد ان تفهم البشرية الرسالة التي بعث الله من اجلها "كوفيد 19"، وهي العودة الى الاستغفار والندم على تعويض ما فات من المعاصي "وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً"، واننا كنا نعيش في غفلة من ديننا وكنا نخوض مع الخائضين، ونسينا ان هناك يوما للحساب حتى أتانا هذا الفيروس لينبهنا من غفلتنا، فهل نحن متعظون؟، نسأل الله ألا يعاملنا بعدله وأن يعاملنا بلطفه ورحمته. كسرة أخيرة يجب أن نعيش أيضا مع أنفسنا ولا نعيش على أعصابنا من الأخبار والشائعات التي تنتشر هنا وهناك عن التخويف من هذا الفيروس، ونبتعد بقدر الإمكان عن القصص والأخبار الملفقة، ونستقي أخبارنا من مصادرها الحقيقية، لكي لا نعيش في دائرة مغلقة تصيبنا بضعف العزيمة، ونعيش حياتنا الطبيعية، وننطلق لصلاح الأرض وتعميرها ونعتبر أن هذا الفيروس ما هو إلا رسالة من السماء تقول للإنسان:"إن البقاء للأصلح، ألم تقرأ يا بني آدم قول الحق تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} الأنبياء (105)