17 سبتمبر 2025
تسجيلقد يكون هذا العنوان مربكا لكثير من القراء بل إن البعض سيضع أكثر من علامة تعجب واستفهام بشأن فحواه ومعناه، لكن للأسف هذا العنوان هو ما تردده كشعار ست قنوات إيرانية طائفية تبث رسائلها المتناقضة من إسرائيل عبر القمر الإسرائيلي (آموس) لتوهم المشاهد العربي بأن إيران هي تلك الدولة التي تنافح عن مصالح المسلمين ومقدساتهم وهي الدولة التي تبذل جهودا "جبارة" لتصحيح ما تراه اعوجاجا في عقيدة من يقدسون مصحف الخليفة عثمان بن عفان على اعتبار ما يتضمنه من أخطاء وتروج لمصحف إيراني تقول إنه خال من الأخطاء في محاولة من هذه القنوات لتكريس فكر معين يتطابق مع الفكر الخميني الداعي لتصدير الثورة الإسلامية إلى كل بلدان العالم العربي. رغم كل الوقائع على الأرض التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك زيف محور الممانعة والمقاومة وانكشاف خيوط لعبته الإقليمية العبثية في سوريا ولبنان إلا أن التقرير الاستخباري الذي كشف العلاقة الإعلامية الوطيدة بين إيران وإسرائيل كان صادما لكل الذين لا يزالون يعتقدون بجدية الشعارات والرايات التي ترفع سنويا وسط العاصمة طهران في يوم القدس مطالبة بإحراق إسرائيل أو إحراق علمها على الأقل، وربما ترجع مصداقية التقرير الاستخباري الذي تم كشفه أنه لم يأت من دولة أو جهة معادية بل من قناة روسية ناطقة باللغة العربية معروفة بالترويج والتبرير للسياسة الإيرانية في سوريا ولبنان واليمن. التقرير ذكر أن (آر آر سات) أكبر شركة إسرائيلية للاتصالات تقف وراء القنوات الست التي توجه العرب دينيا من إسرائيل وهي "آل البيت، الأنوار، فدك، الحسين، العالمية، الغدير"، وكلها تتظاهر بالولاء لآل البيت وتحاول تدجين مشاهديها برؤى وأفكار تقبل بكل المختلفين عدا أولئك الذين لا يؤمنون بقرآن إيران.بين إيران وإسرائيل تحالف مشبوه لم يعد خافيا يستند إلى سياسة منطلقاتها الحفاظ على مصالح الطرفين مع السماح لكل طرف بتبني الشعارات الرنانة والخطاب الإعلامي واللغة الدبلوماسية التي تعطي انطباعا بأن حالة الحرب واللاسلم هي السائدة بين البلدين، وهذا ما أشار إليه الكاتب الأمريكي تريتا بارسي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكينز في كتابه "التحالف الغادر" الذي أكد من خلاله أن طهران ترتبط مع تل أبيب بعلاقات استراتيجية ودينية وهي الدولة الثانية في الشرق الأوسط بعد إسرائيل التي تضم عددا كبيرا من اليهود والمعابد اليهودية، ويحاول الرئيس حسن روحاني منذ وصوله إلى الحكم التأكيد على حقوق المواطنة لكافة الأقليات الدينية في بلاده، أما وزير الخارجية محمد جواد ظريف فتقدم بالتهنئة لليهود وبارك عبر حسابه على توتير قبل فترة، بعيد رأس السنة اليهودية، ورافض إنكار المحرقة اليهودية، وفي الوقت الذي سمح فيه نظام الملالي بتمثيل اليهود في البرلمان الإيراني فإنه يمارس ضد المسلمين السنة أشد أنوع الاضطهاد والتنكيل.هناك من يحاول تبرير بث قنوات إيرانية من إسرائيل بحجة أن القنوات الشيعية ممنوعة من البث على القمر عربسات، ولكن هذا التبرير غير مقبول لكثيرين من الذين لا تزال تستهويهم شعارات الممانعة والمقاومة لأنهم يرون أن الكثير من الخيارات والأقمار يمكنها أن تحل محل قمر آموس، ويبدو أن ما كشفه هذا التقرير من التعاون الإسرائيلي الإيراني في الفضاء الإعلامي لم يكن إلا الشجرة التي تخفي الغابة، فإيران هي من تسعى لجعل شعار إسرائيل حقيقيا في العالم العربي وهو: دولتك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل. وفي المقبل تعمل إسرائيل وبمباركة غربية لتمكين الدويلات المذهبية الجديدة المرتبطة بإيران أما القدس فلها رب كريم.