طليمات.. والبطاطس.. !

جذبني الحديث عن زكي طليمات- رائد المسرح العربي- والذي تناولته في سطوري السابقة إلى الحديث والحكي عن روزاليوسف، خاصة حينما نعلم أن فاطمة اليوسف الشهيرة بـ روز كان زكي طليمات هو زوجها الثاني، بعد الممثل محمد عبد القدوس والد الكاتب الصحفي والروائي الشهير إحسان عبد القدوس وروز اليوسف كانت طفلة تعيش مع أسرة لبنانية فى بيروت وقرر أحد أصدقاء الأسرة أن يهاجر إلى البرازيل واصطحب معه الطفلة، وهمست له مربيتها "خديجة" حينما قرر السفر بها أن اسمها الحقيقي هو فاطمة، وليس "روز" وأن والدتها توفيت عقب ولادتها وأن والدها محمد محي الدين يوسف، سافر إلى تركيا ومن المرجح أنه توفى هناك. واستمع لها المسافر وعندما رست السفينة في الإسكندرية لتتزود بما تحتاجه من وقود.. كان الممثل إسكندر فرح قد جاء لتحية هذه الأسرة المسافرة المغادرة للبرازيل واقترح أن يأخذ الطفلة كي تعيش بمصر، وقرر أن يتبناها وهو ما حدث بالفعل، وعاشت الطفلة في مصر لتمنحها فنا وصحافة إلى لحظتنا هذه فاسمها باق..وحينما بلغت روز الـ 14 عاما تعرفت على المسرحي الكبير عزيز عيد، والذي ألحقها بفرقته ومثلت أدوار كومبارس ثم أدوارا ثانوية وسط أعلام الكوميديا نجيب الريحاني واستيفان روستي وأمين عطا الله وحسن فايق إلى أن ضمها يوسف وهبي لفرقته عام 1912..ويأتي عام 1925 وفى جلسة ضمت زوجها زكى طليمات، والكاتب محمود عزمي وعرضت أنها تفكر فى إصدار مجلة فنية.. أطلقت عليها روز اليوسف وكتب فيها عباس محمود العقاد والمازني ومحمد التابعي وعبد القادر حمزة.. ورغم أن روزاليوسف أرادت لمجلتها أن تكون مجلة فنية، إلا أنها أصبحت من أقوى المجلات السياسية في عالمنا العربي.. ولعل من أطرف المواقف مع زوجها زكي طليمات أنه زارها في أول مرة يلتقي بها - وجها لوجه كممثلة - وبصحبته مؤلف مسرحي وشخص آخر ففتحت لهم الباب وكانت تمسك في يديها "فحل بطاطس" تقوم بتقشيره استعدادا للطبخ - وجلست ترحب بضيوفها ثم قالت لـ زكي طليمات العاشق للتميثل والمسرح والدارس له، والذي كان يريد التعرف عليها: تعرف تقشر البطاطس.. تعرف تطبخ !! وتعجب زكي وصديقه من سؤال روزاليوسف الممثلة، وبعد برهة قالت له لازم تعرف دا.. لأنك لو عرفت تطبخ.. هـتكون ممثل كويس !!وتمر الأيام ويصبح زكي طليمات الزوج رقم (2)، في حياتها ووالد ابنتها آمال طليمات.