03 أكتوبر 2025
تسجيلنعرف جميعا أن من يريد أن يشتري دلال رسلان او تلميعها أو أي نوع من المشتريات يذهب مباشرة الى السوق، ويجد ما يريد في المحلات المخصصة لذلك، وصاحب المحل عليه بعد ان يدفع الإيجار الالتزام بجميع قوانين البلدية مقابل مزاولة النشاط التجاري. ما شاهدته في مناطق حيوية من الدوحة، هذه العاصمة الحضارية والتي نسابق العالم كي تكون من اجمل المدن يدعو للقلق ويعكس انطباع غير جيد لدى زوار البلد وسواحها. خيام بها رجال ونساء واطفال يتواجدون في ظروف قاسية تحت الحرارة الشديدة وقلة الخدمات ويعتمدون على الطرق البدائية في تسيير امورهم. عائلات كاملة تأتي من خارج قطر وتنصب لها خياما بين الأحياء وبالقرب من الشوارع الرئيسية وتعيش في ظروف صعبة لمجرد انهم يلمعون دلال رسلان (دلال قهوة قديمة، قليل استخدامها هذه الأيام، تحتاج تلميعا او تصفيرا)!! امر غريب يدعو للتساؤل والاستغراب!! ذهبت الى احدى تلك الخيام الموجودة على الشارع الرئيسي مقابل حديقة اسباير الجميلة، فهناك يمكنك ان ترى التناقضين الحديقة الغناء وامتداد المدينة الرياضية على جانب الطريق وعلى الجانب الآخر خيام مبعثرة واطفال يلعبون وكأنهم في مضارب بني عبس والخيام مكشوفة مع ما بها من نساء.. اقتربت منهم..سألتهم ماذا تفعلون؟! قالوا: نسترزق الله بتلميع الدلال، فقلت: ومنذ متى وانتم هنا قالوا: نأتي من قبل رجب ونذهب بعد رمضان. — (طبعا أشهر مهمة ومعروف لماذا!!) — فقلت ولماذا في عز الحر فيمكنكم اختيار اشهر اخرى، وافضل أن تستأجروا منزلا متكاملا يؤويكم انتم واطفالكم فقال احدهم وكيف سيعرفنا الناس؟! فقلت: هل تقبلون المساعدات والصدقات، فقال: نقبل كل شيء مساعدات نقدية وبطانيات وملابس وغيرها.. ثم انتقلت الى خيمة اخرى موجودة في منطقة حيوية عائلية في وسط الريان وكانت اجابة اصحابها مشابهة لسابقتها، الا انهم اضافوا أن لهم الآن 21 سنة يأتون الى هذه المنطقة، فقلت لعلي اسكن بعيدا فلم اركم الا اليوم. وبسؤالي لهم لماذا اسعاركم تتفاوت بشكل كبير فبدأوا يشرحون لي العبقرية في تلميع الدلال واختلاف الأحجام وغير ذلك مما اعتقد انه ذريعة لمآرب اخرى..!! فقلت لهم الم تمنعكم البلدية فقال جاؤوا ولكن لم يمنعونا..!! انتهى الحوار.. مثل تلك الخيام تطرح عدة تساؤلات الى الجهات المختصة. نعرف أن القانون يمنع التخييم الا في فترات محددة واماكن معينة وبعد دفع تأمين لا يقل عن عشرة آلاف ريال، فهل يسمح به الآن وفي هذه الأماكن ودون التقيد بوقت معين؟ البلدية دائما تطالب بإزالة الخيام المرافقة لمنازل اصحابها، فهل ألغي هذا الموضوع واصبح مسموحا به الآن؟. هل لدى مثل هؤلاء رخصة بمزاولة البيع او الشراء اوحتى الصيانة؟ معلوم لدينا أن هناك جمعيات ومؤسسات خيرية معروفة وهي التي تقوم بإيصال المساعدات الى الجهات المحتاجة لها، فكيف يمكن لهولاء جمع التبرعات بشكل شخصي ولا نعرف مدى مصداقيتهم؟! هل تعتبر تلك الطريقة غير الحضارية صناعة جديدة للتسول؟ هل يجب ان ننتظر حتى تزداد تلك الخيام وتصبح المسألة اكثر تعقيدا؟ لماذا لا نتوقع بأن التوسع في هذا العمل قد يجلب امراضا اجتماعية نحن في غنى عنها؟ ما هو دور الأمن الوقائي في مثل هذه الحالات؟ هذا وغير ذلك من الأسئلة والاستفسارات التي يمكن ان تنشأ عن وجود مثل تلك الخيام. نحن شعب طيب وكريم، وحينما نرى اناسا مظاهرم تدعو الى الشفقة نهتم بمساعدتهم، لذلك يجب على الجهات المختصة ان توضح لنا سبب السماح بوجود مثل هؤلاء، وتنظيم عملهم لوكانوا يعملون بالشكل الصحيح.