18 سبتمبر 2025

تسجيل

كورونا جعلت العالم يمشي بالمقلوب!

13 أبريل 2020

لو فقط منذ شهرين قصصت عليكم يا قرائي الأفاضل هذه الحقائق لرميتموني بالجنون، ولضحك من كلامي أرحمكم بي ولأشفق علي أفضل طلابي برا بي، خوفا علي من خرف الزهايمر لكنكم اليوم ونحن في أواسط أبريل 2020 تتداولون هذه الحقائق العجيبة على وسائل الاتصال الاجتماعي وتتقاسمونها وكأنكم مثلي أنا، تشمتون في نظام عالمي جائر ينهار بعد أن قيل إنه عالمي وهو ليس عالميا ولا يحزنون، بل نظام فرضه المنتصرون في الحرب العالمية الثانية على أعدائهم ومحتليهم الذين سموهم محور الشر (عام 1945) أي النازية الألمانية بانتحار (أدولف هتلر) معها الفاشية الإيطالية بإعدام زعيمها المهووس (بنيتو موسوليني) وتعليقه في عمود من رجليه وهو جثة هامدة حتى تعفن وهو معلق من قبل هؤلاء الذين يقدمون لنا اليوم دروسا مجانية في الرحمة والإنسانية ثم قهر الإمبراطورية اليابانية التي استسلم رأسها الامبراطور (هيرو هيتو) ووضع أقدام المحتلين على صدره بيديه وبرضاه، دون أن يعدم أو ينكل به وبأسرته، ولكن بعد مسح مدينتين كبيرتين عامرتين من مدن اليابان من على وجه الأرض بالقنابل الهيدروجينية (هيروشيما وناغازاكي 28 أغسطس 1944) وإبادة مليون مواطن ياباني على مراحل! ولنبدأ مع قصة العالم بالمقلوب بسبب الكورونا: وفد إيطالي بريطاني أمريكي يعمل منذ سنوات في موغاديشو انتهت تواريخ إقاماتهم وأرسلت لهم حكوماتهم طائرتين لإعادتهم الى بلدانهم. فرفضوا العودة وطلبوا من سلطات الصومال تمديد الإقامات فالجو هناك أنقى والوباء منحصر!. رئيس وزراء صومالي سابق أصيب بأعراض الكورونا سافر بسرعة الى لندن رغم نصائح الأطباء الصوماليين بأن الجو موبوء في بريطانيا فتوفاه الله هناك!. قصة ثانية: الجدار العازل الذي بدأ الرئيس ترامب بتشييده منذ توليه الرئاسة على الحدود مع المكسيك منعا للهجرة السرية واتقاء النازحين من المكسيك الى الولايات المتحدة يمتد اليوم الى مئات الكيلومترات أغلقته السلطات المكسيكية بأمر من الرئيس المكسيكي (أندريس أمبرادور) ويتوافد يوميا آلاف المواطنين الأمريكان طالبين اللجوء الى جمهورية المكسيك ومن بينهم من يتسللون ليلا خلسة عبر ثغرات فتحوها وهددهم وزير الداخلية المكسيكي بإطلاق النار عليهم، كما كان يفعل حرس الحدود الغلاظ الشداد الأمريكان ضد المهاجرين من اهل المكسيك. لا مجال لدخول أي مواطن أمريكي الى المكسيك اليوم الا بتأشيرة من قنصليات المكسيك! وكل متسلل خلسة من أمريكا الى المكسيك عبر الجدار العازل يعاقب بالسجن ستة أشهر وبدفع غرامة مالية قدرها 3 آلاف دولار!. قصة أخرى من صميم الواقع: تتذكرون الممارسات اللا إنسانية التي كان يتعرض لها المهاجرون من سواحل المملكة المغربية الى إسبانيا عبر جبل طارق وهم من جنسيات أفريقية وعربية وكيف تطلق شرطة الحدود الإسبانية النار على مراكبهم الهشة بقصد إغراقها وقتل راكبيها المهاجرين؟. اليوم يقف حرس الحدود المغربية سدا منيعا حتى لا تتسلل مراكب المهاجرين الإسبان الى المغرب!. قصة رابعة عشناها في فرنسا على المباشر تدل أيضا على انقلاب الموازين في العالم: صبيحة يوم الجمعة 10 أبريل أدى الرئيس مانويل ماكرون زيارة عمل ومساندة الى المستشفى الجامعي بمدينة مرسيليا (لعلمكم اسم مرسيليا هو اختصار لاتيني من اللغة العربية مرسى السفن عندما كانت السواحل جنوب فرنسا تحت سلطان المسلمين)، وفي مرسيليا جاء رئيس الجمهورية يوم الجمعة للحديث مع الأستاذ في الطب الشهير (ديديي أرنولت) الذي أوصى بعلاج ضحايا الكورونا بدواء (الكلوروكين) المتداول منذ 20 عاما ضد المالاريا والفيروسات المختلفة وعمل الأستاذ أرنولت مع فريقه الطبي في مخابر مستشفى مرسيليا للتخفيف من التداعيات السلبية للكلوروكين، وكما تعلمون أثار هذا الطبيب العالم ضجة بدأت فرنسية وانتشرت في العالم، وأوصى الرئيس ترامب باعتماد هذا الدواء الى جانب الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا وتركيا والسويد والنرويج، وأعلن ماكرون أنه يؤيد الأستاذ أرنولت وأراد تشجيع الفريق الطبي العامل معه فسأل كل واحد منهم من أين جاء؟ وما هي جنسيته؟ أمام الكاميرات مباشرة واندهش الرئيس لأن د. عبد الكريم هو تونسي و د. مامادو من بروكينا فاسو ود. كمال من المغرب..الخ. وليس من بينهم فرنسي أشقر واحد لأن هذه الكتيبة الطبية تعمل وتجاهد وتقاوم المرض في الصفوف الأولى المتقدمة ودون إمكانيات ضرورية!. وهذه الظاهرة تداولتها أجهزة الإعلام بحذر وأحيانا بإخفاء الحقائق خوفا من اليمين السياسي العنصري الماسك بالاعلام والقنوات هنا وهو قوي وعنيف الى درجة تلقي الأستاذ أرنولت التهديدات بالقتل!. ويقول هذا الرجل العالم ذو الشعر الطويل كأنه (بوفالو بيل): إنهم يقاومون الكلوروكين لأنه بخس الثمن وسعر العلبة 5 يورو فهو في نظرهم دواء ملعون لأنه لا يثري التجار والمضاربين والوسطاء!.