14 سبتمبر 2025

تسجيل

وهل يتزوج الحمارة إلا حمار

13 أبريل 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاء في صحف الأسبوع الماضي، أن رجلا قتل زوجته لأنها عصت أوامره، وكان الأمر السامي، يقضي بأن ترتدي قميص نوم أحمر اللون، قبل أن تنضم إليه في الفراش، ولكن الزوجة رفضت، لأن ذلك القميص كان متسخا، ومن الواضح أن الزوج القاتل "ثور"، أو ثقافته "ثَورية" بفتح الثاء، لأن الثيران وحدها فيما يقال، هي التي تستثار باللون الأحمر، وربما شاهد الكثير من أفلام مصارعة الثيران، ورأى كيف أن الثور يندفع نحو المصارع عندما يلوح له بقطعة قماش حمراء، فارتبط هذا اللون في ذهنه بالفحولة والهيجان، والحقيقة أن الثيران تعاني من عمى الألوان، وتهجم على المصارع حتى لو كان يحمل قطعة قماش خضراء أو صفراء. وعندما رفضت الزوجة ارتداء القميص الأحمر تصرف الزوج كثور أصيل، وانهال عليها ضربا بالعصا على رأسها حتى فارقت الحياة.وهناك من قتل زوجته لأنها "تأخرت" في إعداد كوب الشاي، وثالت طلق أم العيال لأنها لم تطبخ له الطعام الذي طلبه للغداء، وهناك ملايين الرجال في الشرق والغرب الذين يضربون ويطلقون زوجاتهم لأتفه الأسباب، (ومن باب إنصاف الرجال لابد أن نستنكر طلب بعض النساء للخلع، لأسباب تافهة، مثل الأستاذة الجامعية التي استعرت من أن زوجها الطبيب الاختصاصي — ياي — يتكلم معها باللغة العربية، بينما هي بلبل في الإنجليزية، وأخرى رفعت دعوى خلع، وقالت إنها مستعدة لترد لزوجها كل ما تكبده من نفقات زواج، لتنفك منه لأنه جعلها مصدر شماتة أبله ظاظا شخصيا، بشراء سندويتشات شاورما من محل بائس في الشارع المقابل لمسكنهم، مما جعله وجعلها أضحوكة بين الجيران الراقين).وتجالس فئة الرجال العنتريين في المقاهي والأسواق، وتسمع منها استنكارا للتدخل الأمريكي في أفغانستان والعراق، في حين أنها تجعل من واشنطن مثلاً أعلى لها في الشؤون الزوجية، باللجوء إلى الضربات الرادعة "الاستباقية" والعنف المفرط، وحتى الذين لا يمارسون العنف الجسدي ضد زوجاتهم، قد يمارسون ضدهن عنفا معنويا مهينا وفظا، وأكاد أجزم أنه ما من قارئ إلا وسمع شخصا يعرفه ينادي زوجته بكلمات وعبارات مثل: يا كلبة، يا حيوانة، يا خبلة، يا هبلة، يا بنت الكلب، يا جزمة يا برطوش. الحق علي أنا اللي تزوجت حمارة (وهل يتزوج الحمارة إلا حمار؟). اسكتي الله ياخدك ويريحني منك!وقد تأتي الزوجة بخاطر كسير وتقول للزوج في أدب ورجاء: باقي أسبوع على العيد. ممكن تشتري لي فستان جديد؟ فيصيح عنتر زمانه: إن شاء الله الفستان الجديد يصير كفنك.. في بيت أهلك كنتم أربع بنات تتشاركون فستانا واحدا، والحين تريدين فستان جديد للعيد يا بنت الشحات! بعض الرجال يعتقد أن ما فيها "شيء" أن يهين زوجته أمام الآخرين، بل قد تجد في الأسواق رجلا يصرخ في وجه زوجته بالأوامر ويكيل لها الشتائم (كي يعرف الناس أنه رجل وعنده كلمة، وحدث العكس في أحد مولات دبي، حيث صفعت امرأة زوجها أمام المئات "كف"، فصفعها بثلاث طلقات).وبالمقابل جاء في تقرير صحفي نشر مؤخرا، أن نحو نصف الرجال المتزوجين في إحدى الدول العربية قالوا إنهم يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم، وبما أننا جميعا متفقون على أن المرأة أقل ميلا للعنف، فليس من الشطط الاستنتاج بأن الرجال الذين يتلقون الضرب من زوجاتهم يكونون قد عملوا "عملة" غير مشرفة، أو ضعيفو الشخصيات، ومع هذا، فإن الذي يضرب زوجة أو زوجا باليد أو باللسان لأتفه الأسباب، أيضا ضعيف الشخصية، بل إن الميالين للعنف (حتى ضد الكلاب) مرضى بحاجة إلى معالجة نفسانية، وهناك من يحولون كل جدل إلى مشاجرة، ويعتقدون أن الشجار يحفظ لهم كرامتهم، في حين أن الشجار تفريط في الكرامة واحترام النفس.