13 سبتمبر 2025

تسجيل

في منتصف البسمة

13 أبريل 2014

كيف لهذا المتسلط الجبار أن يحرمنا متعة الركض تحت المطر ومتعة الهطول في أفق الهجير، ومتعة أن نكون معاً في مكان ما من هذا العالم الأحمق؟! لماذا يظلمنا المرض هكذا وما ظلمْنا أحدا؟! كيف أساومه وكيف أرشوه ليتركنا وحيدين لا نملك سوى خفقة قلب وحلم صغير لا يتعدى استكمال الرحله ولو حُفاة. أضع رأسي التعب على كتفك الصخرة وأبكي حين تنشج الأمطار من حولي ويتساقط من فوقي الرحيل .. ابعد أيها المارد الذي ما قَربتُ ديرتك يوماً وما اعتديت على أحبابك. أرجوك لا تحرمنا من متعة قراءة الجريدة معاً.. أرجوك لا تحرمني من الإحساس بقدومه ولمّا يصل بعد.. من الاستشعار بهمه ولمّا يغتمّ بعد. من وصول هداياه التي يفكر بها ولمّا يحضرها بعد. من وروده التي سيحملها إذا ما مرضتُ ولمّا أمرض بعد. من سمائه التي ستهطل فوق ربيعي ولمّا ينتهِ الخريف بعد. من أوطانه التي ستفتح تاريخها لي ولمّا أمت بعد. من حضارة جفنيه اللتين تضمان أرقي ولمّا أرِقُ بعد. من سلفية قلبه الذي يئد غيرتي ولمّا تشتعل بعد. من عولمة وسامته التي تستبيح حضوري ولمّا أجرؤ على الظهور أو الاعتراض بعد. من هيمنة غابة صدره التي شابت قليلاً ولمّا نصل إلى كوخ ليلى وجدَّتها والذئب الذي ينتظرها بعد. تستأهل هذي الحياة أن يعيش بها الأحبة الوارفون، كي يحموا الإنسانية من جفاف التربة والتعرية.. من فقدان التوازن البيئي وفقدان الأمن العاطفي.. من أسلحة الدمار الجاهل بأنصافنا الجميلة.. أرجوك أيها المرض الغريب عدْ من حيث أتيت أنا ما قطعت طريقك وما اعترضتُ هواك. أنا ما أرهبتك وما اختطفتُ رتل صغارك. أنا ما طعنتك وأنت في منتصف البسمة. ابعد عنه أو خذني معه.