16 سبتمبر 2025
تسجيلكثير من حالات الطلاق التي نسمع عنها وأنها في تزايد تكون أسبابها واهية ضعيفة لا ترقى الى درجة أن تكون سببا في دمار أسرة وتفكيك أركانها، بل والجور على صغار لا ذنب لهم الا أن آباءهم لم يقدروا مسؤولية تكوين أسرة.ومن خلال عملي سمعت كثيراً عن لفظ الاستفزاز والتحدي الذي تلقيه بعض الزوجات في وجوه أزواجهن حتى يصل بالرجل أن يضيق ذرعا ويلجأ الى أبغض الحلال وبعدها تعض الزوجة أصابع الندم.والحق أقول أن ذلك خطأ كبير وجرم عظيم أن تهدم الأسر بالاستفزاز على تافه الأسباب وضحل المواضيع.. وكما يقول علماؤنا وقد نقلت عن الشبكة الاسلامية"ان العلاقة بين الزوجين علاقة مودة ورحمة، وهي كما قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم: 21، والآيات والأحاديث في حسن معاشرة الزوجين كل منهما للآخر كثيرة.ولو فقهنا ماجاء به هذا الدين العظيم لاسترحنا، ولسعدنا في دنيانا وفي أخرانا، ولكن البعض ممن لا فقه لهم من الأزواج والزوجات، يحاولون هدم بيوتهم بأنفسهم، وأمام أي عارض أو طارئ ترى الواحد منهم يوجه سهامه للآخر؛ لتكون العاقبة الوخيمة التي فيها تدمير الأسرة بما فيها ومن فيها.ولكثير من النساء في هذا الباب باع طويل؛ وذلك لما جُبلت عليه المرأة من العاطفة المشبوبة، ولهذا جعل الله القوامة للرجل فقال سبحانه (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ) النساء: 34.وجاءت الأحاديث الكثيرة لتبين للرجال ما في طبع النساء من العوج، وذلكم حين نقرأ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن "المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته"، والكسر هذا معناه طلاقها، وبالتالي فعلى الزوج أن يصبر على زوجته، وأن ينظر منها إلى الجانب الطيب المشرق، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَفْرَكْ (لا يبغض) مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ» رواه مسلم في صحيحه.ولقد بيّن عليه الصلاة والسلام أن الزوجة لا يجوز لها أن تطلب الطلاق من زوجها دون سبب وجيه، وإن فعلت لعنتها الملائكة حتى تصبح، بل إن الإسلام توجه إلى النساء يطلب منهن أن يتحملن بعض ما يقع عليهن من تقصير من أزواجهن، وأن يتنازلن عن بعض حقوقهن؛ ضمانًا لبقاء الأسرة وحفظًا لأبنائهن من الضياع، يقول تعالى (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" النساء.فأيما إمرأة سألت زوجها طلاقها من غير بأس، فقد خالفت أمر الله وأمر رسوله، وارتكبت خطأ عظيمًا في حق نفسها وبيتها وزوجها وربها.وأخيرا لابد أن نؤمن ويؤمن كل متسرع مستفز من الطرفين ذكراُ كان أو أنثى وخاصة النساء بضرورة الحفاظ على كيان الأسرة متماسكاً قادراً على تلبية احتياجات أفراده.وأن يضحي كل طرف ولو قليلا حتى تسير عجلة الحياة.. وأن يسعى كل من الزوجين الى التعاون والتكافل فيما بينهما من أجل تقوية كيان الأسرة.. وأن يذكروا دائما أن ما يصد الانسان عن هذا التعاضد والتعاون هو الأنانية بين بني الانسان، فانّها تنخر في أساس الاُسرة وتضعف كيانها وتزعزعها.وأن نذكر جميعا أن الهدف من الزواج هو بناء الأسرة التي يكون بين أفرادها الاحترام والتقبل والتعاطف والمودة والرحمة.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.