12 سبتمبر 2025

تسجيل

«الاحتيال الاصطناعي».. الوباء الذي يهدد مستقبل البشر!

13 مارس 2024

ما زلنا مع عملية التغييب الفكري التي تمارس على البشرية والتي قدمنا عليها، سابقا، شهادات علماء وخبراء. ويعد السلاح الأمضى في تنفيذ هذه العملية ضدنا، الآن، ما يسمى الذكاء الاصطناعي، أو بعبارة أدق «الاحتيال الاصطناعي» الذي يغلف صناعة كل شيء في حياتنا الآن بالتزييف والإفساد ضمن ما سميته «صناعة الكفر». وما زال كثيرون متحيرين في أمر ذلك «الوحش» ولا أقول الإنجاز الصناعي، ويظنون أنه نتاج طيب لما يسمى العلم الحديث. حسنا، الأمر ليس بهذه البساطة. نقول بداية إن «الذكاء الاصطناعي» ذاك ليس كله خيرا، وإن شره، كما تقول مصادر عدة، أكبر من خيره، خاصة عندما نضع في الحسبان أن من يقفون وراء هذا «الاحتيال» هم أنفسهم المتحكمون في مجال البحث العلمي، الذين يسخرون كل طاقاتهم للتحكم في البشر، كما أشرت في مقالات سابقة. أكدت تقارير حديثة أن للذكاء الاصطناعي، ومع حسن النية، مخاطر كثيرة في كل المجالات التي يدخل فيها تقريبا؛ في الطب، في الزراعة، في الدواء، في الغذاء، ولكن الأخطر في مجال الفكر والتعليم والأمن. بداية مارس الحالي حذر فريق طبي كندي من تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الطب، لمخاطره على الصحة، إذ يخلف استخدامه في مجالات مثل الأشعة، غازات ضارة بالبيئة. ونقلت صحيفة «الإندبندنت» عن عضو بالفريق قولها إن «تطوير ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي يستهلك كميات هائلة من الطاقة». وأظهرت دراسة بجامعة واشنطن أن عمليات البحث على تطبيق «تشات جي بي تي»، وتقدر بنحو 180 مليون عملية يوميا، تستهلك طاقة تعادل ما يستخدمه 33 ألف منزل أمريكي، وتحتاج لمليارات اللترات من المياه «الصالحة للشرب» لتبريد الأجهزة المُشغلة، في عالم يفتقر فيه نحو مليار إنسان للمياه النظيفة. وهو ما دفع الباحثين للقول بأن الذكاء الاصطناعي وحده قضى على أمل البشرية في تحقيق هدف «NET ZERO» (القضاء الكامل على الانبعاثات الضارة بالبيئة). وتزامن ذلك مع تصريحات لسام ألتمان، رئيس شركة «Open AI» المطورة لـ»تشات جي بي تي»، ربما ذرا للرماد في العيون، أو ربما كتمهيد لما سيحدث مستقبلا، حذر فيها من العواقب السلبية للذكاء الاصطناعي، قائلا إنه قد يؤدي لانتشار المعلومات المضللة واستعار الحروب السيبرانية، وغيرها. وتوقع ألتمان تزايد عمليات تزوير الانتخابات مستقبلا من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مزيف يضلل الناخبين. وهو كان حذر منتصف 2023، مع رئيس الشركة التوأم «Google DeepMind»، ديميس هسبايس، من أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب بانقراض البشرية. ودعم الرجلان أقوال عشرات الخبراء بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن ينضم إلى قائمة المخاطر الأخرى التي تهدد البشر مثل الأوبئة والحرب النووية، وذلك بعدما توالت التحذيرات من أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على العقل البشري ويتخذ قرارات تهدد الوجود البشري. ومما قيل في ذلك، مثلا، إن نظام الذكاء الاصطناعي المصمم لتحسين تخصيص الموارد قد يقرر تلقائيا أن القضاء على البشر هو الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق الهدف، وهنا يقوم بتفعيل أسلحة ذاتية التشغيل لقتل أعداد كبيرة من الناس. الغريب أن أصحاب هذه التحذيرات يرون أن تلك المخاطر قد تحدث هكذا بدون تدخل بشري، أي أن الذكاء الاصطناعي سيقرر من نفسه ومن دون برمجة مسبقة القضاء على البشرية! مع أن هذا الذكاء الاصطناعي نفسه هو الذي يحلل المقاومة المسلحة في أوكرانيا ويحرمها في غزة!. والخطير أن هذه المخاطر تتحقق أمام أعيننا بأسرع من المتخيل. بعدما كان الغرب يتندر بممارسات النظام القمعي الصيني، المبنية على الذكاء الاصطناعي، باتت دول مثل كندا والولايات المتحدة من أكثر المنفذين لها. فها هي كندا تسن، الشهر الماضي، قانونا غريبا (القانون سي -63) يستهدف تقييد حرية التعبير، ووضع الناس في السجون لمجرد الشك في احتمال ارتكابهم جرائم في المستقبل بناء على قدرات الذكاء الاصطناعي في تحديد الشخصية الإجرامية، بتحليل مضمون ما ينشره الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، أو باستخدام تقنيات قراءة ملامح الوجه. وقد دفع ذلك الكاتبة ميشال كوزينسكي والباحث إيلون وانغ (جامعة ستانفورد الأمريكية) للتحذير مما وصفاه بالانبعاث الجديد لنظرية الفِراسة؛ إذ لم يعد الأمر مجرد تخمين ولكن جزما ورجما بالغيب. وأكدا أن هذا التطبيق يمثل انتهاكا لحق كل شخص في إخفاء مشاعره وتوجهاته، وطالبا، في رسالة لليونيسكو أواخر 2018، بفرض إطار أخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي. المثير للرعب أن كل ما ورد عن مخاطر الذكاء الاصطناعي مقرون بسوء نية ظهرت عليها الأدلة الدامغة. فـ»الصحة الكندية» اعترفت أخيرا بأن لقاحات الكوفيد كانت تحتوي عناصر مسببة للسرطان. وقبل أيام عرض موقع «Bad Science» أو «علوم خبيثة» اعترافات لصيدلي بريطاني اسمه جراهام أتكينسون بأن حكومته أمرت الأطباء في بداية ما سُمى جائحة كوفيد بقتل من يرد إلى المستشفيات أو بيوت المسنين بواسطة أدوية، منها دواء اسمه «ميدزولام»، مما اضطره للاستقالة من عمله في أكتوبر2021، مضيفا أن ذلك تم بتزييف المعلومات بالاحتيال الصناعي، وأن هذا سبّبَ أكبر مذبحة جماعية «خفية» في تاريخ البشرية. وهذا ما يسميه مايك أدامز في موقع «برايتيون» الأمريكي «انتقال الحرب على البشرية من مرحلة الخفض المتأني لعدد البشر إلى مرحلة القتل الجماعي النشط الذي تقوم به الحكومات ضد شعوبها» من خلال «الاحتيال الاصطناعي». وختاما فإنه مع تواتر الإحصائيات التي تُظهر تعرض الشعوب للتزييف الإخباري المتعمد، نشرت دوريات معروفة، بينها مجلة «بروسبيكت»، تقارير تُجمع على أن «الأخبار الكاذبة باتت وباء خارج السيطرة ونحتاج جميعا للعلاج منه». لقد زوروا التاريخ، من قبل، والآن يزورون الحاضر والمستقبل.