17 سبتمبر 2025
تسجيلافتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بـن حمد آل ثـانـي أمـيـر قطر يوم 7 مارس مـؤتـمـر الأمــم المـتـحـدة الـخـامـس المـعـنـي بـأقـل الـبـلـدان نــمــواً، الـــذي انـعـقـد تـحـت شـعـار «مــن الإمــكــانــات إلـى الازدهــــار»، بمشاركة عدد من أصحاب الجلالة والفخامة والسعادة رؤســاء الــدول والـحـكـومـات والـــوزراء والدبلوماسيين من الدول الشقيقة والصديقة، وكانت كلمته الذهبية هي (مسؤوليتنا أخلاقية تجاه الشعوب الفقيرة). ومــن نـاحـيـة أخـــرى افـتـتـح معالي الـشـيـخ مـحـمـد بـن عـبـدالـرحـمـن آل ثــانــي رئــيــس مـجـلـس الـــوزراء وزيــر الـخـارجـيـة مـع سـعـادة الـسـيـد أنـطـونـيـو غــوتــيــريــش، الأمـــين الــعــام لــلأمــم المــتــحــدة بـيـت الأمــم المـتـحـدة بمنطقة لـوسـيـل، ونــوه بـأن الـزخـم الإيجابي الــذي شـهـده افـتـتـاح بيت الأمــم المـتـحـدة ومـا يتميز به مـن حضور رفيع المـسـتـوى إنما هـو نتيجة عمل جاد ودؤوب وثـمـرة مـسـار بـدأ منذ أعــوام عـديـدة فـي إطـار الشراكة الإستراتيجية بين دولـة قطر والأمـم المتحدة، التي تم بفضلها افتتاح العديد من مكاتبها وهيئاتها في الدوحة، وجــاء ذلــك فــي كـلـمـة معالي الـشـيـخ مـحـمـد بــن عــبــد الــرحــمــن آل ثـانـي أمـام قـمـة مـجـمـوعـة الــبــلــدان الأقل نــمــواً، الــتــي انــعــقــدت بـالـدوحـة على هـامـش مؤتمر الأمـم المـتـحـدة المـعـنـي بـأقـل الـبـلـدان نـمـواً بمشاركة فخامة الرئيس لازاروس شـاكـويـرا رئـيـس جمهورية مـالاوي رئـــيـــس مــجــمــوعــة أقـــــل الـــبـــلـــدان نــمــواً وســعــادة الــســيــد أنـطـونـيـو غــوتــيــريــش الأمـــــين الـــعـــام لــلأمــم المــتــحــدة وعـــدد مــن مـمـثـلـي الـــدول المـــشـــاركـــة فـــي المــؤتــمــر والمــنــظــمــة الدولية، وأوضــح أن مــبــادرة دولـة قـــطـــر لاســـتـــضـــافـــة مـــؤتـــمـــر الأمـــم المــتــحــدة الــخــامــس المــعــنــي بــأقــل الـبـلـدان نـمـواً فـي الـفـتـرة مـن 5 إلـى 9 مــارس الــجــاري جــاء ت انـطـلاقـاً مــن إيـمـانـهـا بــضــرورة إيـــلاء أكـبـر قدر مـــن الاهـــتـــمـــام لــلاســتــجــابــة لاحتياجات هذه البلدان الأقل نمواً. وأضــاف: «أمـامـنـا عـلـى مــدار الأيــام فـرصـة تـاريـخـيـة لــكــي نـــؤكـــد مـــن جـــديـــد الــتــزامــنــا بــالــتــعــاون الــبــنــاء والــعــمــل مـتـعـدد الأطـــراف ودعــم أقــل الــبــلــدان نـمـواً فـي الـتـصـدي للتحديات الجسيمة مع مواصــلــة الـزخـم الإيـجـابـي وروح اعـتـمـاد الـتـضـامـن الـتـي تـمـيز بــرنــامــج عــمــل الـــدوحـــة، والــــذي تـم اعتماده بالإجماع، وأكـــد معاليه أن تــرجــمــة الـــوعـــود والــتــدابــيــر والالــتــزامــات الــطــمــوحــة الــتــي يــنــطــوي عـلـيـهـا برنامج عمل الدوحة وتحويله إلى إجراءات عـمـلـيـة وإحـــداث الـتـحـول في حياة شعوب أقـل البلدان نمواً سـتـكـون المــحرك لنـجـاحـنـا الـجـمـاعـي كــأســرة دولـيـة متضامنة في هذا المسعى، كما عبر معاليه عن تطلع دولة قطر لأن تـكـون الأيــام الـخـمـسـة لـحـظـة تـاريـخـيـة لا تتاح إلا مـــرة كـــل عــشــر ســنــوات وهي فـرصـة لـلأمـل والـتـغـيـيـر. وتابع معالي رئيس الوزراء قائلا: «لا شك لدينا بأننا نؤمـــن أنه من خـــلال تــعــاونــنــا جــمــيــعــاً ستـتـوفـر لـنـا الفرصة لـــيـــكـــون المـــؤتـــمـــر مـنـعـطـفـاً مـهـمـاً لـلاسـتـجـابـة لــتــطــلــعــات شـــعـــوب هذه الــبــلــدان، مـؤكـداً أن دولـة قطر ستواصل سياستها المستندة إلى روح الـتـعـاون والمــبــادرة الـتـي طالما تمسكت بها وحرصت عليها بتوجيه من حضرة صاحب السمو أميرنا المفدى، وشــدد عـلـى حــرص دولــة قــطــر عــلــى مــواصــلــة تــقــديــم الــدعــم لأقــل الــبــلــدان نــمــواً بــالــتــعــاون مـع شـركـائـهـا حــول الـعـالـم. وأشــار فـي هـــذا الــصــدد إلـــى تـخـصـيـص جــزء كــبــيــر مـــن مـــســـاعـــدات دولــــة قـطـر الإنـمـائـيـة الــدولــيــة لــهــذه الــبــلــدان، وذلــك اسـتـنـاداً لـسـيـاسـتـهـا الـثـابـتـة وإيـمـانـاً بـالـعـمـل الـقـائـم عـلـى مـبـدأ الــشــراكــة والــتــعــاون مــع المـجـتـمـع الدولي. وقال غوتيريش: «على الـــدول الـغـنـيـة تـقـديـم 500 مـلـيـار دولار سـنـويـاً لمـسـاعـدة تـلـك الــدول الـعـالـقـة في حلقات مفرغة تعرقل جهودها الرامية لتعزيز اقـتـصـاداتـهـا وتحسين مرافق الصحة والتعليم، وأضــــاف: إن الـسـبـل تـقـطـعـت بـالـبـلـدان الأقــل نـمـواً وســط مـوجـة مـتـصـاعـدة من الأزمـــات والــديــون والـفـوضـى المـنـاخـيـة والـظـلـم الـعـالمـي، كـمـا انـتـقـد الدول الغنية التي قال إنها تخطط النظام المالي العالمي لخدمة مصالحها، مشيراً إلــى أن مـعـظـم الـبـلـدان المـتـقـدمـة لا تفي بوعودها، وتوجه الأمـين العام للأمم المتحدة للبلدان الفقيرة بالقول إنه «في ظل حرمانكم من السيولة العديد منكم مــحــروم مــن الــوصــول إلــى أســـواق رأس المال بفعل معدلات فائدة جشعة، وقال إن الـتـنـمـيـة الـبـشـريـة مستحيلة عــنــدمــا تــكــون أنــظــمــة حــمــايــة الـتـعـلـيـم والـــرعـــايـــة الــصــحــيــة هشة، كـمـا أنــه لا يـمـكـن لمـجـتـمـع أن يـزدهـر ويـخـلـق وظـائـف لائـقـة إذا كانت الاقــتــصــادات عـالـقـة فــي اتــجــاه تـصـديـر المواد الخام دون فرص للتحول الهيكلي للارتقاء. وأضـــاف: «مـكـافـحـة كــارثــة المــنــاخ الـتـي لـم تتسبب فيها الــدول الأكـثـر فـقـراً أمـر مستحيل عندما تكون تكلفة رأس المال عـالـيـة جــدا، ويــكــون الــدعــم المــالــي الــذي تـتـلـقـاه للتخفيف مـن الــدمــار والـتـكـيـف معه بمثابة قطرة في بحر. وعــلــى صـعـيـد آخـــر أكـــد غــوتــيــريــش أن الأمـــم المــتــحــدة تـعـمـل فــي خـضـم هـذه المـظـالـم لتطوير إستراتيجيات انتقال سلسة بناء على دعم مخصص لعملية الـتـنـمـيـة، مـشـيـراً إلــى أن بـرنـامـج عمل الـــدوحـــة لــلــبــلــدان الأقــــل نــمــواً لـلـعـقـد القادم يتضمن إنـشـاء جامعة افـتـراضـيـة لـتـزويـد الـبـلـدان الأقــل نـمـواً بـإمـكـانـيـة الــوصــول لـلـعـلـوم والـخـبـرة والــتــكــنــولــوجــيــا لــتــطــويــر اقــتــصــاداتها وتأسيس قـــوى عــامــلــة أكــثــر ابــتــكــاراً وتــنــوعــاً، كـمـا سيتم إنـشـاء نـظـام لـتـخـزيـن المـواد الـغـذائـيـة لأقــل الــبــلــدان نــمــواً لمـكـافـحـة الجوع وارتفاع أسعار المـواد الغذائية، ويـتـضـمـن بـرنـامـج عـمـل الــدوحــة كـذلـك إنـــشـــاء مــنــظــمــة دولـــيـــة ومـــركـــز لدعــم الاســتــثــمــار، لمــســاعــدة الــبــلــدان الأقـــل نـمـواً عـلـى جــذب الاسـتـثـمـار الأجـنـبـي، بـالإضـافـة إلــى تـركـيـز آلـيـة بـنـاء الـقـدرة على الـصـمـود والـتـي تتمثل فـي زيـادة قـــدرة أقــل الــبــلــدان نــمــواً عـلـى الـتـكـيـف مـــع تــغــيــر المـــنـــاخ مـــن خـــلال تطوير نـظـام الإنــذار المـبـكـر وتدابير بناء قـدرة أصحاب المصلحة المتعددين على الصمود. وأضاف: إن هذه التدابير ســتــدعــم قــــدرة الأفــــــراد والمــجــتــمــعــات والأنــظــمــة عــلــى مــجــابــهــة الــصــدمــات المـعـاكـسـة والـتـعـافـي مـنـهـا، وبـنـاء قـدرة عـلـى الـصـمـود طـويـلـة الأمـــد وحـمـايـة مـكـاسـب الـتـنـمـيـة الــتــي تـحـقـقـت بـشـق الأنــفــس. ومعلوم أن قــادة الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الـخـامـس المـعـنـي بـالـبـلـدان الأقــل نـمـواً، اتفقوا على خطط لتنفيذ برنامج عمل الدوحة لـلـبـلـدان الأقــل نـمـواً، وهــو الــتــزام مـدتـه عشر سنوات لتجديد وتعزيز الشراكات بين البلدان الأقل نموا والبلدان المتقدمة، وكذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني، كــمــا ســيــكــون هــنــاك عـــدد من الــشــراكــات الـجـديـدة والالـتـزامـات الملموسة للوفاء بوعد برنامج عمل الدوحة لا سيما في ظل ما يشهده سكان البلدان الأقل نمواً مـن انخفاض حـاد وتـفـاوت متزايد في مستويات المعيشة، كما عـبـر سـعـادتـه عـن اعـتـزاز دولــة قطر بما تم تحقيقه في سياق الشراكة مع منظومة الأمــــم المـــتـــحـــدة، حــيــث رفــعــت قــطــر مـن مستوى تبرعاتها لوكالات الأمم المتحدة، ووقـعـت عـلـى الـعـديـد مـن الاتـفـاقـيـات مع مـخـتـلـف وكـــالات الأمـــم المــتــحــدة، والـتـي أثمرت تحقيق إنجازات عديدة ونتائج ملموسة. ولـــفـــت معالي رئـــيـــس مـجـلـس الــــوزراء إلــى حـرص دولـــة قــطــر عــلــى أن تــكــون دائــمــا مـنـبـراً للعمل متعدد الأطراف، الأمر الذي يتجلى باحتضانها نخبة من الشخصيات رفـيـعـة المـسـتـوى لـلـمـشـاركـة فـي الافـتـتـاح الـرسـمـي لبيت الأمــم المـتـحـدة، مـعـربـاً عن تقديره لمشاركة سـعـادة السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة في هـذا الافـتـتـاح، مثنياً فـي الـوقـت ذاتــه على دوره القيادي في الأمم المتحدة، وجهوده الـحـثـيـثـة فــي مــواصــلــة تـحـقـيـق الآمـــال المـعـقـودة على هـذه المنظمة الـتـي أحـرزت تـقـدمـاً ملحوظاً فـي صــون الـسـلـم والأمــن وتعزيز التنمية المستدامة ،هذا ويــضــم بــيــت الأمــــم المــتــحــدة في الدوحة مـكـاتـب لمـنـظـمـات مـهـمـة مـثـل: مـكـتـب الـيـونـسـكـو ومـكـتـب مـنـظـمـة الـعـمـل الـدولـيـة ومـكـتـب منظمة الصحة العالمية وصـنـدوق الأمـم المتحدة للطفولة «يونيسف»، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الـــدولـــيـــة لــلــهــجــرة، والمـــركـــز الإقــلــيــمــي للتدريب وبناء القدرات في مجال مكافحة الجريمة السيبرانية، كما يضم كذلك مركز التحليل والتواصل الــتــابــع لمـكـتـب المـمـثـلـة الــخــاصــة لـلأمـين الـعـام المـعـنـيـة بـالأطـفـال والــنــزاع المسلح، ومـكـتـب الأمــم المـتـحـدة لتنسيق الـشـؤون الإنسانية، ومكتب الأمم المتحدة لبرنامج الأمــم المـتـحـدة الإنـمـائـي، كما يضم المركز الـدولـي المعني بتطبيق الـرؤى السلوكية على التطرف العنيف ومكافحة الإرهـاب، والمـكـتـب المعني بـالمـشـاركـة البرلمانية في مــنــع ومــكــافــحــة الإرهـــــاب، ومــركــز الأمــم المــتــحــدة الإقــلــيــمــي لمــكــافــحــة الـجـريـمـة السيبرانية.