19 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا يعادي الغربُ تركيا؟

13 مارس 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يتكشّف لكل متابع زيف الادعاءات التي يصرح بها العديد من المسؤولين الغربيين عن احترامهم للديمقراطية وحرية الشعوب في اختيار ما يناسبهم من رؤساء أو تشريعات.ويفتضح أمرهم أكثر مع كل حدث يقع في بلاد المسلمين، ولعل المواقف التي اتخذتها بعض الدول الغربية تجاه التعديلات الدستورية التي تعتزم الحكومة التركية طرحها للاستفتاء الشعبي يوم ١٦ أبريل القادم - والتي تعطي الرئيس التركي مزيدا من الصلاحيات - لهي خير شاهد على ما نقول.فألمانيا مثلا منعت مهرجانا كبيرا كان سيقام في إحدى المدن الألمانية بحضور وزير العدل التركي، كما أعلنت أنها لن تسمح بأي نقل مباشر عبر الأقمار الصناعية لمخاطبة الناخبين الأتراك.وتزعم الحكومة الألمانية أنها اتخذت هذه الإجراءات لأنها لا تريد نقل الصراعات بين الأحزاب التركية على أراضيها.وكنّا سنحترم وجهة النظر الألمانية لو أنها طبقتها بالفعل على الجميع، لكن العجب عندما نعلم بأن السلطات الألمانية سمحت بمهرجانات أخرى ومظاهرات لأحزاب المعارضة على أراضيها تعارض الاستفتاء!! بل إن الحكومة الألمانية نفسها تبث برامج خاصة ضد الاستفتاء!! هولندا دخلت على الخط، وقامت بسحب تصريح نزول طائرة وزير الخارجية التركي في مطاراتها، وقالت إن بإمكانه دخول هولندا فقط للتنزه، دون الالتقاء بالجالية التركية!!ثم أعلنت الحكومة الهولندية أن الوزير التركي غير مرحب به في هولندا!!ولمّا دخلت وزيرة الأسرة التركية الأراضي الهولندية عن طريق البر عبر الحدود الألمانية، قامت السلطات الهولندية بمنع دخولها القنصلية التركية حتى لا تلتقي بالجالية التركية هناك، وألقت القبض على رجال حمايتها!!واضطرت الوزيرة إلى العودة مرة أخرى إلى الأراضي الألمانية بعد فشل كل المحاولات كي تغير السلطات الهولندية من موقفها.ولن نتعجب من هذه المواقف الهولندية عندما نسمع تصريح رئيس حزب اليمين الهولندي الذي يقول: "لن نقبل بتركيا داخل الاتحاد الأوروبي لأنها دولة مسلمة، والإسلام - بزعمه - لا ينسجم مع الحريات وحقوق الإنسان"!!لقد وصف الرئيس "أردوغان" تصرفات السلطات الهولندية بالنازية، وصرّح بأن الهولنديين أنفسهم يؤوون الإرهابيين والخونة، حيث ترفض هولندا تسليم مطلوبين مشاركين في الانقلاب الأخير.النمسا امتدحت القرارات الألمانية واعتبرتها الرد المثالي، وحكومتها تعتزم إجراء تعديلات على قانونها لمنع ممثلي الحكومات الأجنبية من عقد اجتماعات مع جاليتها!!والمستهدف من ذلك بالدرجة الأولى الحكومة التركية.من هذه المواقف ندرك مدى الكره والبغض الذي تحمله الحكومات الغربية للمسلمين، وللأتراك على وجه الخصوص.فهل هو استرجاع لتاريخ الفتوحات العثمانية التي أرغمت أنوفهم في التراب، لذلك لا يريدون لتركيا صاحبة التاريخ العثماني والفتوحات الإسلامية أن تبعث من جديد.إنهم يرون أن التعديلات الدستورية ستعطي الرئيس "أردوغان" صلاحيات أكبر، تمكنه من تقوية تركيا داخليا وخارجيا، لذلك يحاولون إفشال التصويت بنعم على الاستفتاء بكل ما يملكون من وسائل.لكن الغرب بغبائه قام بدعاية مجانية لصالح الاستفتاء، حيث إن مواقفهم المخزية أعطت دافعا للشعب التركي - الذي يعتز بدينه وقوميته - كي يصوّتوا بنعم.سيأتي يوم الاستفتاء، وسيصوّت الناخبون الأتراك بأغلبية "نعم" لصالح التعديلات بإذن الله، وسنردد وقتها قول الله تعالى "ويمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين".