20 سبتمبر 2025

تسجيل

من هم التقدميون؟

13 مارس 2017

قرأءت مقالا للداعية الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، تحدث فيه عن التقدميين وقال فيه: لو وقفت أمام البحر وتقدمت بدون توقف فستهلك نفسك في النهاية، وإذا أعطيت البحر ظهرك وتقدمت فإنك ستذهب إلى النجاة. فقبل أن تطلق على نفسك لقب تقدمي أو على غيرك لقب رجعي، انظر إلى نفسك أين تذهب، فقد يكون تقدمك هو تقدم نحو الهاوية، ولا تطلق على غيرك لقب الرجعية فقد يكون رجوعه هو التقدم. فانتشار العديد من مثل هذه الدعاوى والكلمات ليس لها أي أساس من الصحة إذا وضعت في غير موضعها، ويتغير معناها حسب الشخص ونظرته. والدليل على ذلك انتشار العديد من الأفكار، أن بعض أوامر الدين هي أمور رجعية ومخالفتها هو أمر تقدمي، فالدين هو دين حضارة وتقدم، فكيف تكون الأسس الشرعية رجعية والشرع الإسلامي هو أساس التقدم. فقد يكون تقدمك هو أساس الرجعية، ويكون رجوع غيرك هو أساس التقدم حسب المعيار الذي ذكرته في البداية. ويجب أن يعلم الجميع أن ليس كل ما يكون متطورا وجديدا هو أمر تقدمي، ويحتم علينا أن نمشي على نفس التيار، فقد يكون هذا التطور هو تقدم عند ناس بعقيدة ثانية، ولكنه تخلف عندنا نحن كمسلمين، فيجب على الشخص أن لا يكون إمعة ويكون كمن قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم (لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه ). فيجب ان نحكّم عقولنا قبل أن نمشي وراء الركب وأن نتوقف عن إطلاق مثل هذه الكلمات التي لا تزرع بيننا إلا الكراهية والعنصرية، وتوقف باب النقاش وقبول الآراء، وأن يكون النقاش وفق المعقول للاختلاف ولا يكون الاختلاف في اللامعقول كتحليل الحرام وتحريم الحلال. فكل ما هو دخيل علينا من الخارج ويكون عكس الدين والعرف الذي لا يعارض الدين، يجب رده حتى ولو كان في ظاهره تقدما، فأي تقدم مخالف للشرع هو تخلف ورجعية ويقود إلى الهاوية في الدنيا والآخرة. وحتى لو بدا التمسك بالشرع تخلفاً وذهاباً إلى الهاوية عند البعض، فأقول لهم: أن أكون في الهاوية في نظرك خير لي من أكون في هاوية جهنم.