30 أكتوبر 2025

تسجيل

يدمرون ماضيهم من أجل مستقبل غيرهم

13 مارس 2016

نشرت وسائل إعلام خبراً عن اجتماع اتحاد المعلمين العرب في دورته التاسعة عشرة الذي يبحث فيه كيفية تطوير المناهج في الدول العربية، وحذف الموضوعات التي من شأنها حض الطلاب على العنف والكراهية، مثل بعض المصطلحات الطائفية وموضوعات الفتوحات الإسلامية في كتب التاريخ المختلفة واللغة العربية والتربية الدينية.يبدو أن حكومات هذه الدول لم يكفها أن تشارك في تدمير حاضر شعوبها وأمتها من خلال الارتهان للخارج وعدم القدرة على صناعة دول تتمتع باستقلال حقيقي يمكنها من حماية أوطانها وشعوبها.سعي هذه الحكومات إلى حذف ما يعتبرونه حضاً على الكراهية هو قتل وتدمير لماضي هذه الأمة التي كانت يوماً تسود العالم وكانت عاصمتها مركز صنع القرار فيه. وهذه السيادة لم تأت من خلال الانبطاح أمام الأمم الأخرى بل من خلال إثبات قوتها وسيطرة حضارتها على كل حضارات العالم آنذاك.وفي الوقت الذي تقوم به الأمة العربية بتدمير ماضيها المجيد، خدمة لأعدائها، يقوم هؤلاء الأعداء بإحياء ماضيهم وتذكير شعوبهم بأمجادهم الغابرة والتأكيد على أن حضارتهم كانت في البدء وفي المنتهى وأنها مركز العالم الذي يجب أن يسير خلفهم إذا أراد التقدم واللحاق بركب التطور البشري.لا يمكن للعرب أن يتقدموا وهم يدمرون ماضيهم ويعلنون الخجل منه ليرضى عنهم العالم. فمن لا يملك ماضياً لا يستطيع أن يصنع مستقبلاً. والمستفيد الوحيد من محاولات تدمير هذا الماضي هم أولئك المسيطرون على العالم اليوم والذين يعرفون جيداً أن عودة العرب والمسلمين إلى قيادة العالم تبدأ بمعرفة ماضيهم واستلهام خبرة أجدادهم في الحصول على مصادر القوة التي تؤهلهم لذلك.فالتاريخ السياسي يخبرنا أنه حينما يتوحد العرب تتغير موازين القوة، ويتحولون إلى مركز النظام الدولي. لذلك يعمل العالم كله على استمرار تفكك العرب وتشرذمهم والقضاء على كل ما من شأنه أن يعيدهم إلى صدارة العالم وفي المقدمة منه تاريخهم المجيد.