15 سبتمبر 2025

تسجيل

مرحبًا بالإرهابيين في القاهرة

13 مارس 2016

يفترض أن تقوم الأجهزة الأمنية التابعة للانقلاب في مصر بالقبض على قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بمجرد دخولهم إلى الأراضي المصرية، فهؤلاء القادة الفلسطينيون عبارة عن "إرهابيين" بتعريف الانقلاب، وكل من يتعامل معهم "إرهابي" بالضرورة، وهذا لا يستثني حتى الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي، الذي أطاح به الجنرال عبد الفتاح السيسي في انقلاب أسود، فالرئيس مرسي يحاكم بتهمة "التخابر" مع حماس وقطر، بالإضافة إلى تهمة "وادي النطرون" (حكم أولي بالإعدام)، و"التخابر الكبرى" (حكم أولي بالسجن 25 عامًا)، و"أحداث الاتحادية" (حكم أولي بالسجن 20 عامًا)، و"إهانة القضاة" وغيرها.ورغم تهم التخابر فإن وفدًا قياديًا من حركة حماس يزور القاهرة ويضم: موسى أبو مرزوق، وعماد العلمي، وخليل الحية، ومحمود الزهار، وماهر عبيد. وبالنظر إلى فداحة تهم التخابر كان ينبغي أن تلقي سلطات الانقلاب القبض على الزهار والعلمي والحية وأبو مرزوق وعبيد بعد أن وطأت أقدامهم سيناء بعد اجتيازهم لمعبر رفح، خاصة أن وزير داخلية الانقلاب اللواء مجدي عبد الغفار، يوم الأحد الماضي، اتهم جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس الفلسطينية بالتورط في اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، الذي قتل جراء استهداف موكبه بسيارة مفخخة في 29 يونيو 2015. وقال: إن "أجهزة الأمن وضعت يدها على مخطط ومؤامرة كبيرة تهدف إلى زعزعة استقرار مصر، وإن اغتيال بركات صدر بتوجيه من القيادات الإخوانية الهاربة بتركيا بالتنسيق مع حركة حماس في غزة، التي أشرفت على العملية منذ بدايتها حتى انتهاء تنفيذها، وأن عناصر من حركة حماس قامت بتدريب العناصر المكلفة بارتكاب العملية، بعد أن تم تهريبهم بإشراف مجموعة من بدو سيناء إلى قطاع غزة، ثم عادوا إلى البلاد مرة أخرى".إذًا قادة حماس من وجهة نظر النظام الانقلابي في مصر "إرهابيون شاركوا باغتيال النائب العام ودربوا العناصر التي ارتكبت الجريمة"، وهذا يعني أنهم يستحقون الإعدام، ولكن ورغم "فداحة الجرائم الحمساوية وشبكاتها للتخابر" يتم استقبال قادتها والتفاوض معهم، ما يعكس الحالة "القراقوشية" لهذا النظام الانقلابي الذي يبدو أنه لا يتعاطى "ترامادول" فقط، كما قال عباس كامل، مدير مكتب السيسي، بل يتعاطى نوعا "مضروبا" من الحشيش، يدفع هذه الطغمة الفاسدة وإعلامها إلى حالة من "السطلان" والتخريف والتوهان والزوغان والتدليس.يعلم نظام الطغمة العسكرية الانقلابية الحاكمة في مصر أن حماس حركة تحرر وطني وأنها تقاتل دفاعا عن فلسطين، وأنها لم تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من الدول، ولم تنفذ أي عملية عسكرية أو استخباراتية في الخارج للرد على اغتيال قادتها، رغم قدرتها على ذلك، بل وتفوقها في الرصد، والوصول إلى الأهداف، ولكنها حددت ميدان عملياتها في فلسطين فقط، لأنها لا تريد أن تشتت البوصلة، ولأن المعركة هي فقط ضد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين المحتلة.النظام السيسي الانقلابي يتخبط في التعامل مع حماس، ويتخبط في التعامل مع القضية الفلسطينية، وهو الذي أقام حلفا معلنا مع الكيان الإسرائيلي، وبالتالي فهو يستخدم ورقة العداء للمقاومة الفلسطينية من أجل التقرب من العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، لكنه في الوقت نفسه يشعر بالخوف من قدرة حماس على اللعب في الملف الساخن في سيناء، وهي التي تملك امتدادات قبلية كبيرة يمكن استخدامها، وهذا الخوف الذي يهيمن على حكام القاهرة يدفعهم لعدم قطع "شعرة معاوية" مع حماس، عبر ممارسة "النصب السياسي والخداع الدبلوماسي"، الذي يتراوح بين المماطلة والإغراء والتهديد والوعيد بخنق غزة بل والدخول في حرب ضد قطاع غزة بالتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي.الطريقة التي يدير بها هذا النظام الانقلابي لمصر غير معقولة ولا منطقية، وهي أقرب إلى الهبل والخبل والضياع، منها إلى إدارة سياسية لها رؤى واضحة المعالم.