13 سبتمبر 2025

تسجيل

عن لثام الطوارق و"أموميتهم"!

13 مارس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقال إن "رمال الصحراء" وجفافها التاريخي كانت أحد أسرار "التحنيط" عند قدماء المصريين، وإن هذه الرمال كانت أحد عوامل حفظ أجسادهم، فهل كانت الصحراء هي "الخزانة" التي أخفى فيها قدماء المصريين بقية سلالتهم لتعبر الأزمان محتفظة بملامحها وخصائصها الأصلية؟ وهل "الطوارق" هم ذلك الفرع المجهول من نسل فراعنة وادي النيل؟ السؤال المطروح بامتداد الصحراء الكبرى في أفريقيا سبق أن أشار إليه الكاتب الليبي "إبراهيم الكوني" في روايته "نزيف الحجر" وفي دراسته التي أجراها تحت عنوان "ملحمة المفاهيم ـ لغز الطوارق يكشف لغزي الفراعنة وسومر".التسمية الغربية للطوارق هي "الرجال الزرق" نسبة إلى ملابسهم، التي يغلب عليها اللون الأزرق، ويالها من رؤية لا تجاوز السطح، لا ترى في الناس إلا ملابسهم، ولا ترى في شعب كامل إلا رجاله، مع أن علماء الاجتماع يعتبرونه ـ تقليديا، وفي تبسيط مخل آخر ـ شعبا أموميا، حيث المرأة ـ لا الرجل ـ هي رأس العائلة، وهكذا نجد الباحثين الغربيين يكتبون عن "شعب (الرجال) الزرق الذي يعتبر شعبا (أموميا)" والمدهش أنه لا الكاتب ولا القارئ يلتفت إلى ما في العبارة من تناقض واضح!ومن الأسباب التي أدت إلى شيوع فكرة "المجتمع الأمومي" أن التقاليد تلزم رجال الطوارق ـ دون نسائهم ـ بوضع لثام على وجوههم، وهو لثام من القماش ربما يبلغ طوله اثني عشر مترا، ويلازمهم في الحل والترحال. تقول الأسطورة: إن غزاة هاجموا الطوارق ذات يوم، واستولوا على ماشيتهم وأقواتهم، وأسروا بعض رجالهم؛ فثارت النساء في وجوه رجالهن المهزومين، وأخذت النسوة سلاح الرجال من سيوف وتروس، وامتطين النوق، وتعقبن الغزاة، ولحقن بهم، ودارت معركة طاحنة بين الطرفين، انتصرت فيها النساء واسترددن ما نهبه الغزاة وزيادة، وفكوا أسر رجالهن. وحين عادت النسوة بالغنائم إلى شيخ شيوخ قبائل الطوارق، حكم الشيخ لهن بتولي قيادة العائلة، وحكم على الرجال بستر وجوههم تعبيراً عن عار هزيمتهم.أسطورة مثيرة، لكن الواقع يمدنا بتفسير للثام الرجال أقرب إلى العقل، ذلك أن الرجل الذي يمضي عمره في السفر عبر الصحراء، يصبح صيدا سهلا لطلاب الثأر إن هم رأوا وجهه، وللصوص إن تعرفوا عليه وكان ثريا، لهذا يخفي الرجال وجوههم باللثام، أما المرأة التي تقيم في مضاربها لا تغادرها، وكل من حولها هم من أقاربها الأقربين، ومعظمهم من "محارمها" فيمكنها ألا تستر وجهها.