11 سبتمبر 2025
تسجيلدائما وأبداً سنظل نحن وغيرنا من الشعوب لا نفهم ولا ندري بما يحدث حولنا/لنا حتى نراه واقعاً، فنحن لا نعلم ما يدور بين الحكام في زياراتهم وإجتماعاتهم غير ما تنقله لنا وسائل الإعلام؛ لذلك فنحن شعوب مستقبلة لا تُناقش ولا تدري بأمر حتى يحدث وهكذا العالم كله.من شأن السياسة رعاية الشؤون الداخلية والخارجية للدول، وهي ليست كالمباريات يذهب لها محبوها لمشاهدة اللعب ثم الحُكم عليها وعلى سير المباراة، ولا تحتاج كالمباريات لمصفقين ومطبلين ومغنين وقت المواقف الشديدة ولا إعادة نشر خلافات سابقة انتهت بعلاقات جيدة، فمن مات لا يحيا مرة أخرى، والسياسة لا تنتهي كما تنتهي المباريات بالفوز أو الخسارة، وإنما بإحياء شعب أو موته، بدمار بلد أو نهضته. تنتشر هذه الأيام كثير من البرودكاستات لتأجيج فتن وشحن صدور شعوبنا الخليجية، فلا تنشروها ولا تردوا عليها وليترفع الجميع عنها، فلا نعلم مصدرها ومرسلها؟! والهدف منها؟! وعدم الرد على بعض التافهين الجاهلين مطلوب حتى لا يُشهر على حساب الفضلاء.لا نريد تفككا وفتنا وحروباً سهلة الحدوث صعب الخروج منها، فشمالنا وجنوبنا العربي في حروب وفتن لم تنته بعد؛ لذا فنحن في ابتلاء فلنصبر ولندرأ الفتن بالسكوت والهدوء و"الركادة زينة" لنحافظ على أمن وأمان منطقتنا، فوالله أنه يكاد لنا بالباطن فلا نكون صيدة سهلة لمن يريد إصطيادنا، ولمن يريد بنا سوءًا فيجدها الآن فرصة للدخول بيننا لإحداث شق أكبر وتوسيع فجوة صغيرة لا تكاد تُذكر؛ لذلك فضبط النفس إنما يثبت مدى تعقلك ووعيك وحبك لوطنك ولمن جاورك من دول الخليج فكل ما يهز أمنهم سيهزنا والعكس صحيح. فشعوب يسودها نسب وتقارب في العادات والتقاليد بل كيان واحد لابد أن تبقى ثابتة وليترك الأمر لأهل السياسة. غداً ستنصلح الأمور بإذن الله ويبقى موقف أولئك مخجلا تافهاً لم يزد المأزق غير تشتيت الغير ونشر الأكاذيب وسينكشفون. في رد لابن عثيمين رحمه الله عندما سألوه عن كتاب يطعن في الله قال:"لا تنشروه ولا تردوا عليه، فردكم إحياء له." وهكذا الفتن وهكذا البروكاستات البغيضة والمستهزئة بالشعوب المظهرة لحقد صاحبها الذي لا نعلم من هو؟! فأنتم تنشرون لمجهولين... فلا تنشروا.وليَحذر أولياء أمور المراهقين وليُحذروا أبناءهم المشتركين بوسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة من ردودهم الصبيانية التي قد تثير الأمر أكثر مما تهدئه، ونظرت بعيني لفتيات كن يتحدثن عن الموقف الحالي وهن في الإعدادية والثانوية فنبهت الأم فقالت:"شاسوي لهم؟!" كلام سلبي بحت!! فتنبيه المراهقين من التهور في مثل هذه المواقف هو واجب كل ولي أمر يحب أبناءه ووطنه، ثم سحب الأجهزة منهم إن تمادوا أو درءًا لأي مشكلة قد يحدثونها وهم من جهلهم لا يعلمون.نتمنى أن يعود الوضع كما كان بل للأفضل، كانت ولا زالت دول الخليج العربي دولاً متجاورة متحابة تضمها عادات وتقاليد ومصير مشترك، ولكل منها سيادتها وسياستها الخارجية حتى قبل وجود مجلس التعاون الخليجي. فقط لنكثر من الاستغفار والدعاء بألا يحرمنا الله الأمن والأمان والاستقرار لنا ولمن جاورنا.همسة لنا جميعاً:قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أميتوا الباطل بالسكوت عنه ولا تثرثروا، فينتبه الشامتون".دمتم في حفظ الله ورعايته