12 سبتمبر 2025

تسجيل

الفريسة السهلة

13 مارس 2014

ما يرد من تقارير وتحليلات بين فينة وأخرى من أن منطقة ودول الخليج العربي ستشهد تغييرات جذرية، بل وتحرّكات وتحوّلات خطيرة قد تؤدي – لا قدّر الله – إلى اندلاع حرب بين دول الخليج العربي جرّاء سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر.. كل ذلك يدعو إلى القلق والخوف على مستقبل دول الخليج وشعوبها، وأقول "دول" و"شعوب" الخليج لأنهم هم المتضررون مما سبق ذكره.. لأن ما عداهم من حكّام ورجال سياسة وسلطة سيجدون طريقهم بكل سهولة ويسر.. إلى أقرب مطار خاص.. وإلى أقرب طائرة خاصّة.. ثم إلى أبعد دولة أوروبية.. يمضون فيها ما تبقى من حياتهم.. يصرفون فيها ما في أرصدتهم من دولارات أمريكية وجنيهات إسترلينية.. ثم يجلسون بعد ذلك في شققهم الفارهة ليستمتعوا بمشاهدة أخبار وأوضاع دول الخليج التي تركوها "حطاماً وخراباً".. يعبث فيها الأمريكان "الصليبيون" وحلفاؤهم الإسرائيليون "الصهاينة" والإيرانيون "الشيعة"!إن الحديث مقلق جداً عن إمكانية تكرار ما حدث من مخطط أمريكي في المنطقة أيام غزو العراق للكويت وما ترتب عليه من خسائر بشرية ومادية كبيرة وهائلة من الطرفين وما ذلك إلا بتدبير خطير وخبيث من الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بالسكوت والموافقة "الضمنية" عمّا سيفعله صدام حسين من عدوان على دولة وشعب الكويت، الأمر الذي جعله يغزوها معتمداً على غروره وكبريائه، فضلاً عن مباركة الأمريكان له ورغبته في خضوع بقية دول الخليج له، وهو الأمر الذي تسبب في اندلاع حرب الخليج الثانية بين العراق والكويت بعد حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، مما جعل المنطقة تستنزف أموالها وأسلحتها وبنيتها التحتية وكافة منشآتها وممتلكاتها في خسائر كارثية بالنسبة لهذه الدول، بينما كانت "برداً وسلاماً" على الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، حيث استفادت الأولى الكثير من الأموال الطائلة نتيجة الاستعانة بها للدفاع عن الكويت وتحريرها، فضلاً عن توقيعها للمزيد من الاتفاقيات الأمنية ومعاهدات شراء الأسلحة من الغرب الذي انتعش اقتصاده من جراء خراب بيوت دول الخليج وزعزعة أمنها واقتصادها.إن الأمر يحتمل الحدوث مرّة أخرى، فالفتنة الدائرة لزرع الشقاق والخلاف بين دول الخليج بسبب مواقف قطر وتركيا المعارضتين للانقلاب العسكري الأثيم في مصر وبين مواقف دول الخليج الأخرى المؤيدة للانقلاب والخائفة، بل "المرتعدة" من وصول "الإسلاميين" للحكم في مصر.. هذه الفتنة التي ترغب أمريكا وإيران في زيادة اتساع رقعتها، بل والتحريض عليها من أجل أن تتهوّر دولة ما فتدخل في صراع عسكري مع دولة أخرى لتندلع بعدها حرب "ثالثة" – لا قدّر الله – لن يستفيد منها إلا ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية التي اتخمت من براميل النفط العراقي المنهوب، فضلاً عن أموال دول الخليج العربي التي تصب في خزينتها من كل حدب وصوب من شتى دول الخليج العربي الستة.وكما دخلت إيران في العراق بعد أن أنهكت جسده الضربات الجويّة الأمريكية واحتلت أراضيه وسرقت براميل النفط من حقوله، تماماً مثل الضباع الحقيرة التي تنهش جسد الفريسة بعد أن يصطادها السبع! فها هي إيران قد احتلت العراق بشكل "غير مباشر" عن طريق نوري المالكي وأتباعه وأنصاره من جنود إيران وخدمها في العراق الذين نهشوا ما تركه لهم الأمريكان!، فإن الأمر قد يتكرر في الخليج مرّة أخرى في أي حرب "قذرة" قد تندلع بين دول الخليج العربي، حيث ستتدخل أمريكا بحجة الدفاع عن الطرف المظلوم وبحجة تهدئة الأوضاع، مما يعني المزيد من المصالح لها والأموال في خزينتها "المفلسة" ومما يعني المزيد من الأمن لإسرائيل "حليفتها" والمزيد من التوسّع الإيراني الشيعي السرطاني في جسد الأمة الإسلامية وفي دول الخليج العربي "السنيّة" تحديداً بتواطؤ خبيث وحاقد من دول خليجية مناصرة ومؤيدة ومباركة لها في ذلك التوسّع والاحتلال!إن المنافقين حاولوا وسيحاولون مراراً وتكراراً - منذ عصر الإسلام الأول إلى أن تقوم الساعة – بأن يفرّقوا المسلمين وأن يشعلوا نار الفرقة والحرب بينهم، كما فعل عبد الله بن أبي بن سلول في أوساط المهاجرين والأنصار من الصحابة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلى يومنا الحاضر، وها هي إيران و"الشيعة" يقومون بهذا الدور الحاقد الخبيث في بثّ روح الفرقة والخلاف ويشتركون مع اليهود والنصارى في مخطط تقسيم العالم الإسلامي، وها هم الآن يسعون إلى تقسيم دول الخليج إلى دويلات متقاتلة متنازعة فيما بينها ولا أبالغ إن قلت لكم بأن الأيام القادمة ستشهد المزيد من الزيارات والاتصالات الخبيثة من قبل الأمريكان والإيرانيين لدول الخليج بشكل منفرد وسيسعون بكل جهدهم إلى تأييد دولة وتحريضها ضد أخرى من أجل أن يقع الخليج بأسره فريسة لهم.. كما وقع العراق ودول أخرى من قبله فريسة للوحوش من السباع الجائعة "الأمريكان" وأعوانهم من الليبراليين والعلمانيين في المنطقة.. ثم لتكمل نهش ما تبقى من تلك الفريسة الضباع الحقيرة من "الإيرانيين" وأعوانهم من الشيعة في المنطقة.يجب أن تستيقظ دول الخليج العربي قاطبة بلا استثناء وأن تتحد فيما بينها وأن تضع نصب أعينها مقاومة ذلك المخطط الخبيث للأمريكان والإيرانيين وأن يتركوا عنهم تلك الأوهام السخيفة التي رسمها الأعداء لهم من أن الإسلاميين هم عدوّهم الأول! فلا يقول ذلك إلا سفيه عقل ولا يأخذ به إلا منافق يُظهر الإسلام ويخفي الكفر في باطنه! والأيام القادمة ستشهد، بإذن الله تعالى، مزيداً من التطوّرات نأمل أن ينتصر فيها أهل السنة في دول الخليج وهم يد واحدة ضد أعدائهم.. قبل أن يكونوا فريسة سهلة للسباع الجائعة والضباع الحقيرة.