20 سبتمبر 2025
تسجيلنسمع كثيراً ونقتنع ان الهدم اسهل من البناء، ما نجده في الحياة اليومية وامام أعيننا، انظر لدقيقة لتلك البناية منذ ما يقارب السنتين والعمال يعملون على قدمِ وساق لتكملة بنائها، وكل يوم نمر بجوارها ونرى شيئا بسيطا من التطورات التي جرت عليها، وما ان تنتهي وبعد مرور سنوات في اقل من خمس دقائق وبالمتفجرات ينتهي عمر تلك البناية، فما بُني في اعوام هُدم في لحظات، ان تنظيف مخلفات البناء يستغرق وقتاً وما اقصده اليوم وفي مقالي قد عاشه ألف منا، لا أتحدث عن البنايات والحروب والتدمير وكيفية البناء وكم من الوقت قد كلفت الدول وكم من الدولارات قد انفقت بل اتحدث عن امور اجدها اكثر اهمية وقد تسيل بضع دمعات على الوجنات لتذكرها بما قد سبق.. فبناء تلك الامور احتاج لعلم وتكتيك ودراسة، اما هدمها احتاج لدقائق ثم امام اعيننا فقدناها وإليكم: 1 — عند بناء أخلاق طيبة وتدريسها للابناء منذ صغر سنهم، وتعويدهم على قول الحقيقة، والبعد عن الكذب هذه فقط كم سنة ونحن نغرسها في ابنائنا، وما ان يكبروا ويخرجوا خارج نطاق المنزل تراهم يبدأون بتغير ما غرسناه فيهم، وذلك لاختلاطهم بالعالم الخارجي الذي تجد فيه السيئ أكثر من الطيب، الكذب يتغلب على الصدق، من هذه النقطة نعلم ان كل ما فعلناه وتعبنا في غرسه قد ضاع بلمح البصر، ضاع في اقل من دقائق، كم يؤلمك قلبك حينما ترى أن تربيتك لطفلك قد ضاعت، وان ابنك اليوم يكبر امام عينك لكنه لا يتقبل منك شيئاً، ويقول بكل برود (تطور) هل الكذب اصبح تطوراً؟ ام أصبح قلة الأدب تطوراً؟ هل مات الحياء ودُفن؟ ام صُليت الجنازة على السنوات التي خلت؟ هي فقط حرقة دمِ حينما ترى ما قد فعلته امام ناظريك اليوم قد هُدم. 2 — ان بقايا اشلاء الدمار في العلاقات التي تُقام بين الناس تحتاج لآلاف السنوات كي تُزال، لانها اخذت وقتاً حتى بُنيت وحينما بُنيت على اسس طيبة وركائز قوية اخذنا من شهدها وضربنا في علاقتنا الامثال، وما تهب رياح العواذل التي تأخذ وقتاً وتكون كالعاصفة القوية التي تحجب الرؤية في البداية وما ان تفتح عينيك وتهدأ العاصفة تجد الدمار قد ساد المكان، اثار الدمار تحرق القلوب، وما يحرقها اكثر هو فقدانك لنبضك الذي قد اعتدت عليه، واصبح صدرك بقلبٍ حي لكنه اليوم فقد النبض، وعيناك تنظر وترى كل الناس باستثناء من كان نوراً لعينيك، تصاب بالعمى فجأه وتصبح مقهوراً كيف ما قد كان انتهى اليوم؟ من سمح (للعواذل) بالتدخل في علاقتنا؟ كيف سمحنا لأنفسنا أن نصدقهم؟ كل ذلك أصبح على خشبة مسرحية علاقتنا ونحن من يقوم بدور التحطيم والعواذل من يتحكمون بالمصير، فسحقاً للدمار الذي لم يأخذ من الوقت الشيء الكثير. 3 — أمثلة كثيرة جاءت أمامنا خلال أيام، فهدم بعض الحكومات من قبل الشعب لم يأخذ وقتا، ولكن بناء الدولة بحد ذاتها اخذ وقتاً كبيراً، البنايات والعمارات الكبيرة في اليابان أخذ من الوقت الكثير، وجاء امر ربك وتزلزلت الارض وتهدم كل شيء في ثوان معدودة، ومنها أمور كثيرة لا تخفى علينا، فسحقاً للدمار الذي لا يأخذ سوى بضع ثوانٍِ. بصمة حب: ان لعلاقتنا جذوراً متينة وقوية لا تستطيع عواصف الايام تدميرها، فثقتنا في أرواحنا المندمجة أكبر من كلام (القيل والقال )، وان الايام كفيلة لتثبت لنا المعدن الطيب من هذه العلاقة، لا الدمار ولا الأيام يتدخلون فيما بيننا، فيكفينا تحت ظلال الحب أن نعيش يومنا ونرجو الله ألا يغير علينا، دمت لي ودمتُ لك مدى الدهر. [email protected]