24 سبتمبر 2025

تسجيل

‏سبات سياحي

13 فبراير 2023

انتهى كأس العالم في قطر وطفئت الأنوار بالسياحة الداخلية للدولة على الرغم من أننا في أجمل أوقات السنة لإمكانية زيارة قطر والاستمتاع بكل ما فيها من مناطق سياحية ومتاحف عالمية ومناظر طبيعية خلابة. بعد ما اصبح اسم قطر معروفا في كل العالم وأصبح الكثير من الناس يودون زيارتها والتعرف على هذه الدولة التي استطاعت أن تنظم كأس العالم بشكل مبهر ورائع. للأسف يأتي البعض منهم ويعود دون وجود شيء يذكر وانما يرى مناطق اشباح خاوية قد كانت تعج بالناس خلال كأس العالم. ‏‏ لم يتوقع احد أننا لم تكن لدينا خطط للمحافظة على المستوى السياحي بعد كأس العالم ولو50% مما كنا عليه. بل أصبحنا في ركود لم نتوقعه ولم يكن حتى قبل كأس العالم. بعد أن وجدت مناطق سياحية جديدة لا تجد من يزورها وهناك قيود حتى على دخول البعض منها. وكأننا نقول لا نريد أي شيء بعد كأس العالم!. أحد الإخوة الأفاضل جاء من دولة شقيقة يقول تجولت في المناطق والمرافق التي زرتها خلال كأس العالم حتى أجعل عائلتي تتعرف عليها بعد ان كنا مقررين ان نقيم بالدوحة لمدة اسبوع بعد يومين أقفلنا حقائبنا ورجعنا إلى بلدنا؟. نحن نعرف انه لا يمكن أن نجد نفس المستوى السياحي والتشغيلي للمرافق في كأس العالم مثلما هو الآن ولكن يجب أن يكون على الاقل 50 % حتى تنتعش تلك المناطق وتستطيع أن يكون لها مردود أفضل من الخسائر الحالية للبعض منها. درب الوسيل وأنا بنفسي مشيت فيه.. لا حركة هناك!. البعض يشتكي في سوق واقف من قلة الرواد الا في ايام الإجازات ناهيك عن الفنادق الكثيرة والشواطئ والمنتجعات وغيرها.. أطفئت الأنوار بها. ملاعب كأس العالم خاوية وحتى لا تستغل في الدوري الحالي أو في المباريات الودية ولا يوجد استضافة لأندية عالمية ولا حتى فتح تلك الملاعب للزيارات لمن لم يطلع عليها خلال كأس العالم او يريد ان يراها بأريحية مع عائلته أو ضيوفه ولو بتذاكر رمزية!. معرض الكتاب المفترض ان يعقد في بداية شهر يناير لحد الآن غير معروف متى سيعقد؟!. المملكة العربية السعودية الشقيقة تنتقل من مهرجان الى مهرجان والناس في فرح وسرور بغض النظر عمن يختلف او يتفق مع تلك المهرجانات ولكنها جعلت الشعب السعودي والمقيمين في المملكة قد لا يجدون الوقت الكافي لممارسة اعمالهم العادية من كثرة تلك المهرجانات والاحتفالات والتنوع الثقافي والتراثي والديني والعلمي والفني والرياضي والمشاركات البناءة في كل المجالات لدرجة أننا نفتقد وجود السياح الخليجيين والسعوديين في قطر كما كنا في السابق حيث استطاعت المملكة أن تضمن لهم كل ما يريدون هناك. نحن بحاجة أن نجعل كل القطريين والمقيمين يجدون ما يريدون في بلدهم بإذن الله وتوفير التسهيلات اللازمة والإمكانيات الرائعة التي لدينا. يجب على جهاز السياحة وكل المؤسسات التي تساهم في خدمة السياحة في قطر أن ترفع أعلى معدلات الاستنفار وإعادة بريق السياحة الى قطر. ان لم نعمل على تنشيط السياحة الداخلية سنظل في سبات سياحي طويل.