01 نوفمبر 2025
تسجيلفي الحديث الصحيح حين دخل جبريل على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مجلسه وهو جالس مع أصحابه وسأله بعض الأسئلة التي تخص الدين ثم رحل قال -صلى الله عليه وسلم - "إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" هو حديث طويل ولن أتعمق في معاني الحديث كاملة فهو حديث عظيم ويحتاج إلى وقفة مطولة ولكن وقفتنا هنا مع الجملة الأخيرة "أتاكم يعلمكم دينكم" . واستوقفتني هذه الجملة حيث جاء جبريل إلى صحابة رسول الله والذين هم خير أمة وخير الناس وهم من صاحب وعاش مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأتاهم ليعلمهم دينهم على الرغم من أنهم أفقه الناس وأعلم الناس . وهنا نقيس هذا الموضوع على حالنا اليوم، ألم يأت الوقت لنتفقه ونتعلم نحن عن ديننا؟ انشغلنا بعلوم الدنيا عن الدين انشغلنا بكل شيء ولكن لم ننشغل بالدين، جلسنا في جميع أنواع المجالس ولم نجلس في مجالس الذكر، تعلمنا جميع أنواع العلوم وقصرنا في علم الدين، للأسف قد يقف الكثير من الناس على ما درسوه في المدارس في مواد التربية الإسلامية وقد كان فيها خير ولكنها لم تشمل الدين كله . أصبح الواحد منا لا يعلم من دينه إلا القليل، وهذا الأمر نشاهد نتائجه على المجتمع الذي أصبح مبتعدا -للأسف- عن الدين فأصبح الكثير حتى بعض الأمور الأساسية في الدين لا يعرفها، وهو أمر خطير على الفرد وعلى المجتمع، فكلما بعد المجتمع عن الدين بعد عن كل أسباب العز والتمكين والنجاح الحقيقي حتى وإن بدا شيء غير ذلك . فيجب علينا أن نبدأ بداية جديدة، العلوم كلها خير ولكن الأولى لنا هنا يجب أن نتعلم ديننا، وأن نتفقه في الدين ويكون هذا شيئا أساسيا في حياتنا وليس فقط شيئا فرعيا نسمعه يوما ونتركه شهرا نتعلمه يوما ونتركه سنة، لأنه مهما بلغ الإنسان من علم وذكاء لو كان جاهلا في أحكام الدين قد يقع في محظورات تخرجه أحيانا من الملة نسأل الله السلامة والعافية، فمن هنا تأتي أهمية تعلم أمور الدين حتى يتجنب النواهي والمكروهات ويتحرى الطاعات والمستحبات .