20 سبتمبر 2025

تسجيل

الأعداء واكتساب المعالي

13 فبراير 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رُوي عن سليمان بن داود أنه أوصى ولده فقال: «لا تستكثر أن يكون لك ألف صديق، فالألف قليل، ولا تستقل أن يكون لك عدو واحد، فالواحد كثير». ويؤكد هذا المعنى قول علي بن أبي طالب : وليس كثيراً ألفُ خلٍّ وصاحبٍ ... وإن عدوّاً واحداً لكثير لا يتمنى الإنسان أن يكون له عدو واحد، ولكن ليس كل ما يتمنّاه المرء يدركه . فهناك من يعاديك لأنك تنافسه في بعض أمور الدنيا، وأحيانًا في أمور الآخرة .والبعض يعاديك لأنك تختلف مع أفكاره وآرائه، وهناك من يعاديك لأنك تقف في طريق أطماعه غير المشروعة. وأحيانا يعاديك البعض حسدًا لخير أنعمه الله عليك، أو لتميزك في أحد الميادين حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالناس أعداء له وخصوم وكما قال الشيخ سلمان العودة: «أتدري لماذا يهاجمونك؟ لأنهم يحبّون اللعب مع الفريق الفائز». هؤلاء الخصوم والأعداء قد يقدمون لك خدمة وهم لا يشعرون، ولعلك تصل إلى درجة تودّ لو أنك تشكرهم على عداوتهم. فمن فوائد الأعداء أنهم يتسببون أحيانًا في نشر فضائل لك قد نسيها الناس أو طواها الزمان، وقد تكون سببًا في تعاطف الناس معك ودفاعهم عنك. قرأت قبل أيام في التويتر كيف أن إحدى الصحف الخليجية هاجمت الشيخ المجاهد عبدالله عزام -رحمه الله- فهبّ المغردون للدفاع عنه وذِكر مآثره، مع أن الشيخ استشهد منذ أكثر من ٢٥ عاما. يذكرني هذا بقول الشاعر: وإذا أراد الله نشر فضيلة طُوِيت ... أتاح لها لسان حسود لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يُعرف طيب عرف العود وأحيانا يكون تجنّي الخصوم عليك سببا في انكشاف أمرهم، وبيان حقيقتهم، مما يؤدي إلى نفور الناس منهم. وقد رأينا كيف استهجن الناس ما كتبه بعض خصوم الشيخ سلمان العودة، خلال فترة تلقيه العزاء بوفاة زوجته وولده، وكيف انقلب هجومهم على الشيخ إلى تعاطف معه، وإلى انقشاع الغمام عن عيون بعض محسني الظن في غلاة مرجئة العصر. وقد يتسبب الأعداء في تعريفك بأخطائك وعيوبك التي قد يتحرج بعض أصدقائك من ذكرها لك، وقد يكون هجومهم عليك دافعا لك نحو الصدارة، والسعي لنيل أعلى المراتب. أعدائي لهم فضل عليّ ومِنّة ... فلا أعدم الله عني الأعاديا هم بحثوا عن زلّتي فاجتنبتها .. وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا حاول أن لا تلتفت لهجوم خصومك عليك، حتى لا يشغلونك عن تحقيق أهدافك وطموحك. هل رأيت يوماً متسابقا يبحث عن الصدارة، يتوقف عن الركض في الميدان ليرد على شتيمة أطلقها أحد الجماهير ؟ تعامل مع الخصوم والأعداء بأخلاقك لا بأخلاقهم، فربما بحسن تعاملك معهم تتحول العداوة إلى محبة وكما قيل «ما محبة إلا من بعد عداوة». وخير من ذلك هو قول الله تعالى «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم». لعل كرهك لعداوة البعض لك ينطبق عليها قول الله تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم».