10 أكتوبر 2025
تسجيلخليفة حفتر يقود منذ سنوات مجموعة من الليبيين المتمردين على الشرعية الصراع في ليبيا يدور في الباطن بين محورين دوليين يتجاوزان حدود إقليم المغرب العربي الدائرة الأوسع للمؤامرة الإقليمية تستهدف تونس والجزائر لجر الشعبين الجارين بعد أن عانيا الأمرين صفقة القرن هي إلغاء فلسطين من الخريطة وتوزيع اللاجئين على دول أخرى تؤممهم لا تؤمنهم الصراع المستمر في ليبيا الجريحة منذ تسع سنوات أصبح مشهدا واضحا تدار أحداثه الدامية بين طرفين في الظاهر أما في الباطن بين محورين دوليين يتجاوزان حدود ليبيا وحدود إقليم المغرب العربي، أما الطرفان المحليان المتواجهان مباشرة فهما كما يعلم الجميع من جهة حكومة الوفاق الحاصلة على الشرعية الدولية وهي مستقرة في العاصمة طرابلس ومن جهة ثانية جنرال متقاعد من الجيش خليفة حفتر يقود منذ سنوات مجموعة من الليبيين المتمردين على الشرعية دون أي مشروع سوى الاستيلاء على الحكم بالقوة تسندها ميليشيات مختلفة الألوان والأشكال لكنها مسلحة ومدربة في دول جارة أو بعيدة منها عربية وغنية ومكشوفة البرامج لأنها تعلن العداء لكل من ترى فيه الخروج من بيت الطاعة ومنها دول أوروبية متخفية! ومنها مرتزقة من روسيا موظفون لدى (بلاك ووتر روسية اسمها فاجنر) وطبعا يتصرف حفتر في طائرات مقاتلة من دولتين عربيتين بل تقوم بعض الطائرات بشهادة السيد غسان سلامة بقصف أهداف مدنية اخرها مصرع ثلاثين طالبا ضابطا غير مسلحين في قاعات الدراسة بالكلية العسكرية بطرابلس! هذا هوالمشهد المحلي المضيق أما الحقيقة الأبعد جغرافيا واستراتيجيا فهي تتشكل من محورين كبيرين الأول محور يمكن أن نطلق عليه اسم محور صفقة القرن وهو يعلن أهدافه القريبة والبعيدة أما القريبة المحلية والمغاربية فهي القضاء أولا على أي انخراط لليبيا في المنهج الديمقراطي حين لا تصيبها عدوى الحريات التي حققتها جارتها تونس فتلغي الى الأبد مرحلة الحكم العسكري البوليسي القذافي الذي أناخ بكلكله الثقيل على الشعب الليبي مدة تقارب النصف قرن بلا دولة وبلا مؤسسات وطبعا بلا حريات فالاستعجالي بالنسبة لدولتين عربيتين إحداهما جارة مباشرة والثانية بعيدة لكن ممولة ومستثمرة في إعادة تدوير ماكينة الاستبداد واخضاع الشعوب العربية لحاكم عسكري على الانموذج السيسي الجاهز. ويمثل خليفة حفتر المثير للجدل رجل المرحلة بالنسبة لهذا المشروع العاجل لأنه سهل الانقياد وماضيه يؤهله لهذا الدور المرحلي المعد له فهو أسير الجيش التشادي حين قاد كتائب القذافي لغزو هذا البلد الإفريقي الجار ثم حرره أعوان المخابرات الأمريكية وأخذوه معهم الى أمريكا حيث حصل على الجنسية الأمريكية وتدرب على العمل السري المخابراتي ثم أعيد الى ليبيا بعد الثورة على العقيد التي لم يساهم فيها بأي جهد. وبدأ السيناريو الأوسع من رقعة المغرب العربي وربيعه المجهض باستثناء النجاح التونسي فكونوا له ما سماه هو جيش ليبيا الموازي للجيش الليبي الشرعي واستفحلت مطامعه الشخصية منذ 4/4/2019 حين أعلن ما سماه هو وحده ساعة الصفر (مع مهرجان النفير ضد الإرهاب...!) وفي جويلية 19 أعاد نفس ساعة الصفر وقصفت طائرات أجنبية أبرياء ليبيا ودكت اسواقا شعبية في المدن والقرى ثم في أكتوبر الماضي أعلن ساعة الصفر الثالثة وأعادها بنفس النفير العام لتحرير طرابلس وتطهيرها من...الارهابيين وكانت اخر (دقت ساعة الصفر!) منذ أسبوعين مرفقة بالنفير العام ولم يحصد حفتر ومرتزقته سوى الأصفار المتعاقبة لأن حقيقة الشعب الليبي البطل مختلفة عن الصورة التي رسمتها له جهات أجنبية مشبوهة وباء بالفشل الذريع أمام صمود الشعب. هذه هي الدائرة المحلية أما الدائرة الأوسع للمؤامرة الإقليمية فهي تستهدف تونس والجزائر لجر الشعبين الجارين بعد أن عانيا الأمرين الى معسكر الشر والطاغوت بالقوة وتأتي أخيرا الدائرة الدولية الأشمل للعبة القذرة التي أصلها في إسرائيل وبيد قوة عظمى لم تعد تستحي من فرض إرادة التوسع الصهيوني بما يسمى (صفقة القرن) والتي هي بكل وقاحة وجه إلغاء فلسطين من الخريطة وتوزيع اللاجئين على دول أخرى تؤممهم لا تؤمنهم وتصهرهم في كيانات أخرى في القارات الخمس بأموال تدفعها دولتان خليجيتان انخرطتا في صفقة القرن وكفى الإسرائيليين والغرب شر القتال! هذه الصفقة التي ستشمل ليبيا برئاسة حفتر لم يقبلها رجال شرفاء أوفوا بما عاهدوا الله وأمتهم عليه وهم رجب طيب أردوغان الذي دعته حكومة ليبيا الشرعية لحماية الشعب الليبي والشرعية من الإبادة فاستجاب ثم حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر الذي قال منذ زمن: لا أقبل إلا ما يقبله الفلسطينيون وهو يقف مع فلسطين يعمر قطاعها ويبني مشافيها ويعبد طرقاتها ويعالج مرضاها ويساند قياداتها المنتخبة في حين يصنف المنخرطون في اللعبة القذرة حماس منظمة إرهابية ويهدون القدس عاصمة لإسرائيل ويمهدون الطرقات البحرية لمد أنابيب تنقل الغاز الإسرائيلي المسروق من أصحابه الفلسطينيين الى أوروبا عبر المتوسط! ثم عبد المجيد تبون رئيس الجزائر البطلة بقيادتها المنتخبة الذي أعلن أن طرابلس خط أحمر. هذه حقائق ما يعصف بليبيا الشقيقة الشهيدة من رياح الشر والخيانة والمذلة. ولله الأمر من قبل ومن بعد والله غالب على أمره. [email protected]