13 سبتمبر 2025

تسجيل

هم العدو فاحذرهم!

13 يناير 2016

الحقيقة أننا لم نكن بحاجة إلى طرح تصويت، لمعرفة ما إذا كان حزب الله عدواً للعرب والمسلمين أم لا، وأعني التصويت الذي طرحته الجزيرة على موقعها الإلكتروني، وشارك به عشرات الآلاف من المتابعين، وكشف عن نسبة 71% من الذين يرون أن حزب الله بالفعل يبدي عداوة شرسة ضد العرب، بعد الخطاب الذي ألقاه كبيرهم حسن نصر الله وظهر فيه متحدياً الإرادة الدولية في إسقاط نظام بشار، وأن النصر قادم لا محالة، وتهديداته التي لم يعد يستطيع أن يمررها على العالم ضد إسرائيل، بعد أن تكشّف فعلاً أن حزب اللات ما هو إلا أداة تخدم مصالح العدو الصهيوني في منطقتنا العربية!.. فهذا الحزب الذي أعطى لنفسه بطولات وهمية لعقود من الزمن، وصور جولاته في الجنوب اللبناني على أنها قصص من ألف ليلة وليلة، وأن هذا الكائن الذي التصق التصاقاً غير شرعي بالمقاومة الوطنية، يمكنه أن يرعب إسرائيل، بينما ما يفعله الآن في سوريا، ومساعدته لقوات النظام الفاجرة في قتل الأطفال والرضع بأبشع الصور، لا يمكن إلا أن يعلن عن توأمة شرعية جداً مع الكيان الصهيوني؛ في جرائمه التي لا يمكن نسيانها في غزة، وأنحاء فلسطين عموماً!.. ونعم لم نكن بحاجة لنسبة مئوية، تؤكد لنا أننا بالفعل نَعُد حزب الله عدواً.. مع تحفظي أن يكون هذا الحزب على صلة بالله، بعد أن شهدنا تلك المجازر المخيفة التي قضى على إثرها مئات السوريين، لم يرحم مرتكبو جرائمهم رضيعاً لايزال متعلقاً بصدر والدته، ولا طفلاً لم يفرح والداه بعد بخطواته الأولى، ولا ناشئاً لم يرسم بعد طريقه في الحياة، فنحروهم كما تُنحر الخراف التي لا أعتقد أنها هي نفسها تلقى هذه الطريقة البشعة في الذبح!.. فكبيرهم ولا يمكن أن أصفه بما يشاع عنه، بأنه (أمين) حسن نصر اللات وليغفر الله لي في نسبة هذا الاسم إلى شخص، لم يتوانَ في لحظة عن أن يعلنها صراحة: "نحن مع نظام بشار قاتل الأطفال والنساء ونمده بآلاف من أفرادنا البواسل!! ومعه حتى.. النصر)!.. أي نصر أيها المعتوه.. وما تفعله هو قتل الأبرياء العزل الذين احتموا ببيوتهم، فلاحقتهم جرذانك تنهش من أجسادهم، وترميهم جثثاً لا تلقَى حقها من الصلاة عليها والدفن الكريم؟!.. أي نصر.. وما يحدث هو تصفية متعمدة لأهل السنة في القصير، وحمص، وحلب، وهم الذين تسميهم وبكل صلافة وصفاقة وغرور "التكفيريون"؟!.. وأنت أول التكفيريين.. من كفّر سادة البشر بعد رسول الله، ألا يوجد من يوقف هذا العدو الذي ـ ولله الحمد ـ استقبل فئرانه في توابيت مغلقة، يخشى ان يكشف الغطاء عنها، فيشاهد ذووها بقايا جنودهم بعد معركة استبسل فيها أهل القصير، وقتلوا من أفراد هذا الحزب الشيطاني، ما جعل دموع أنصارهم تنهمر في مشهد لم يؤثر بي في الواقع، ذلك أن ضحايا القصير وبانياس وغوطة الغاز السام وغيرها، هم من يستحقون التأثر والبكاء ودموع كثيرة لا تتوقف، بل والمطالبة بالثأر لهم؟!.. ألم يهتز أحد بعد سماع كبيرهم!! وهو يهدد ويتوعد أهل السنة، ويصفهم بالتكفيريين ويعلن وقوفه الكامل مع نظام نتفق عليه عربياً، أنه نظام إرهابي، قاتل، وساقط شرعياً، وشعبياً؟!..لمَ علينا ان نقف مثل البُلَهاء، ونقنع أنفسنا بأن الأمور طيبة، وأنها تسير وفق هوانا، بينما هي في الواقع، تمضي على أهل سوريا الصابرين؛ قتلاً وتشريداً ودماراً وتهجيراً؟!.. لم لا يكون لدينا موقف عربي متوحد، ضد إيران وحزب اللات، وما اجتمعا عليه من ضلال؟ نحن نستطيع أن نجتمع فيه على حق؟!.. لم نعطهم دائماً إشارة البدء ليقوموا بكل جرائمهم ووحشيتهم، ويتركوا النهاية مفتوحة، لا دور لنا فيها، لنختمها بطريقتنا؟!..لماذا بقيت (ثورة سوريا) حتى الآن قائمة، ولم تكتب لها نهاية سعيدة، كالتي سبقها من ثورات في تونس ومصر وغيرهما؟ ولم لاتزال طاحونة القتل تعصر شعبها، ومن كان يضج مسامعنا بوجوب نصرة هذا البلد، نراه ملتزماً الصمت حيالها اليوم؟!.. بل لماذا تحولت (الثورة) إلى (حرب تصفية للعِرق السني)، شارك فيه أطراف حاقدة من إيران وحزب اللات؟!.. لماذا لم نعد نطيق حتى لغة الشجب تهدر من غرف الاجتماعات للجامعة العربية، ووزراء الخارجية العرب يعيدون نفس النغمة، التي لم تتغير منذ انطلاق الغضب السوري الشعبي، وهي أن نظام بشار لم يعد شرعياً.. طيب وماذا بعد؟!.. لمَ الصمت والجمود والركود والهدوء، الذي لا ينبىء عن عاصفة بعده والله؟!.. مَن عليه أن يتحمل ثأر كل الذين قُتلوا ويُقتلون في سوريا الباسلة، ومَن عليه أن يتحمل دماء كل صغار سوريا، الذين عُلّقوا على المشانق، وجُزت أعناقهم بشفرات حادة، ولم يرحمهم أحد؟!.. حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل.. ثلاثاً!فاصلة أخيرة:أعتذر يا شام.. ومثلي ليس له عذرُ!