13 سبتمبر 2025
تسجيلينقسم التوكل إلى العديد من الأنواع منها التوكل على الله في أمور لا يقدر عليها سواه وأعظم من توكل على الله هم الأنبياء، الذين اعتادوا التوكل عليه في كل أمور حياتهم وأدنى من هؤلاء درجة من يتوكل على الله في أمور دنياه فقط، في رزق يناله، أو عافية، أو زوجة يريدها، أو فى نصر على عدو، أو حصول شيء ما. اي في الأسباب الظاهرة المادية والوكالة في الأمور العاديةوأشر من هؤلاء جميعاً من يتوكل على الله في المعاصي، نعوذ بالله من أحوال هؤلاء، تجده وهو يحجز للسفر إلى الفساد يقول: بإذن الله تبارك وتعالى نسافر، بإذن الله تقابلني فلانة فيتوكل على الله في أمور المعاصي، نعوذ بالله من أحوال هؤلاء.أن الذين ضلوا في باب التوكل على الله عدة أصناف اذكرها:الصنف الأول: المعطلة، الذين نفوا أسماء الله وصفاته، فهؤلاء على من يتوكلون إذا كانوا لا يقرون في أن الله سبحانه وتعالى خلاق رزاق محيي ومميت وعالم وقادر.. إلى آخر أسمائه وصفاته. يضعف إيمانهم ويسوء توكلهم على الله سبحانه وتعالى. الصنف الثاني: القدرية والمعتزلة، من الذين ضلوا والذين قالوا: إن الإنسان له إرادة مستقلة عن الله. وقالوا: إن العبد هو الذي يخلق أفعاله، وإن الله لا يخلق أفعال العباد. فهؤلاء لا يتوكلون على الله في أمورهم، وإنما يتوكلون على أنفسهم، فيظنون أنهم هم أنفسهم الذين يفعلون أفعالهم، فلا حاجة فيهم إلى التوكل على الله.الصنف الثالث: الأشعرية والصوفية، فإن الأشعرية أنكروا الأسباب، وقالوا: الله هو الفاعل والأسباب لا قيمة لها، وإنما يأتي الفعل عند السبب، لا بالسبب، والصوفية أيضاً — كما تعلم وكما تسمع — من أحوالهم — قالوا: حقيقة التوكل ترك الأسباب، فلا تطلب الرزق، ولا تسعى في الأرض. ومن ثم تجد أن كثيراً من هؤلاء يذهب إلى البراري لا يحمل معه شيئاً، ويقول: أنا متوكل على الله. وهذا لا شك أنه خطأ كبير وضعف في العقول؛ لأن العقول المستقيمة هي التي تعلم أن الأمر إنما يتم بسببه. فمثلا لو أن إنساناً قال: أنا سأتوكل على الله ويأتيني أكلي وأشبع فلا يمكن حصول هذا إلا بفعل السبب. ولو قال رجل: أنا أتوكل على الله، وإن شاء الله سيأتيني الولد. ولا يتزوج، فلا يمكن هذا. وهكذا في بقية أمور الحياة، فمن ترك الأسباب، أو زعم أن الأسباب لا قيمة لها إطلاقاً فقد انحرف في فهمه بالتوكل على الله سبحانه وتعالى.