19 سبتمبر 2025
تسجيلكنت قبل فترة ليست بالقصيرة كتبت موضوعاً بعنوان "حملة: ردوا علينا.. الله يرحم والديكم" سعيا لإصلاح بعض الخلل وانقطاع التواصل بين بعض المسؤولين وأصحاب العلاقة المباشرة. ومن المعلوم بالضرورة في علم الإدارة أن التواصل والاتصال الفعال بين المسؤول وذوي العلاقة من أهم نجاح المنظومة المؤسسية أيا كانت هذه المؤسسة صغيرة أم كبيرة.. وفي الاسبوع الماضي ورد إلي بريد إلكتروني أعاد المواجع وأصابني بالحزن من التجاهل الكبير واللامبالاة من بعضهم وهي رسالة وردت من أخت فاضلة في قطاع التعليم تشكو فيها من عدم الرد على اتصالاتها من بعض المسؤولين في المجلس الأعلى للتعليم، لأمر مهم لن يبت فيه إلا ذاك المسؤول كما ذكر لها، وأحسست فعلا بمعاناتها لما حدث لي شخصيا من محاولة الاتصال برئيس لجنة شؤون موظفي المدارس المستقلة بالمجلس الأعلى للتعليم لأمر مهم أيضاً لن يستغرق من سيادته سوى دقيقة واحدة للتوضيح والاستشفاء بالرد الشافي المقنع.. تخيلوا اتصلنا على هاتف المكتب في أوقات متفرقة باكراً ومتأخراً ولا مجيب!!!!! طيب اتصلنا بالسكرتير وتخيلوا لا إجابة أيضا!!!! سبحان ربي وين الجماعة؟؟؟ هل لا بد من الحضور لمكاتبهم والانتظار وترك أعمالنا ومدارسنا وطلابنا؟؟!!! ثم الأدهى والأمر أنك قد لا تجدهم فتكون خسرت وقتك بلا فائدة.. قلنا فلنجرب التقنية الحديثة والاختراع العظيم (الهاتف النقال) بس لا تتفاءلوا!!!! أيضا لامجيب ولمدة يومين متتاليين وعلى فترات متقاربة ومتباعدة!!!! قلنا وعلى قولة إخواننا المصريين "مابدهاش" نرسل له رسالة نصية قصيرة كان مضمونها مقرونا باسمنا ووظيفتنا وطلبنا منه الاتصال في حال فراغه!!! قلنا لكم: "لا تتفاءلون" مر أسبوع كامل على إرسال الرسالة ولا مجيب!!!! قد يتساءل البعض لماذا لا ترسل خطابا فيأتيك الرد؟؟ أيضا لا تتفاءلوا كثيرا، لأن الرد قد يستغرق أياما وأياما بعد أن تنقضي حاجتك أو يصبح الرد لا أهمية له.. هذا مثال من الأمثلة وإن أردتم المزيد فاسألوا مديري ومديرات المدارس عن معاناتهم، فعندهم الخبر اليقين، والمشكلة أن العذر الجاهز (الانشغال باللجان والاجتماعات )!!!!! إن كان كذلك فإن الأمر لا يحيد عن أحد أمرين: إما مركزية ممقوتة لا تفويض فيها ولا تحديد لصلاحيات المرؤوسين وهي مصيبة في نظام تعليمي حديث، وإما لا قدر الله ونربأ بهم عن ذلك أن تكون لا مبالاة وتلك مصيبة أعظم.. نتصل بكثير من المسؤولين الأعلى شأنا والأعظم مسؤولية، فيأتيك الجواب من أول رنة هاتف أو بأدب واحترام يأخذ الهاتف أحد المعاونين ويحييك ويقول سوف يتصل بك سعادته لاحقا، وبالفعل يتصل، فسبحان الله شتان ما بين المعاملتين.. على الأقل يا جماعة أرسلوا تطييبا للخاطر: "آسف سوف أتصل بك لاحقا"!!!!! إننا حين نَنشد نظاما تعليميا راقيا حديثا فإن من أولى الأولويات تعميق قيمة التواصل الفعال مع مديري ومديرات المدارس، بل وحتى مع كل من له حاجة، ولن يتم ذلك إلا بإدارة الوقت والاتصال الفعال والتفويض المحكم الصحيح.. والكلام يوجه أيضا لإدارات بعض المدارس التي يشتكي أولياء الأمور فيها من انقطاع وسائل الاتصال بينهم وبين المسؤولين عنها!!!!!! لسنا ننقد لأجل النقد، وإنما لأجل الإصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، بعد أن انقطعت وسائل الاتصال المباشرة، ولأجل أن تكون العلاقة بين أهل التعليم علاقة الأخوة المشتركة والمنفعة العامة التي هي مصلحة قطر وأنها فوق كل اعتبار.. سؤال بريء من الأخت الفاضلة: لماذا كل هذا لا يكون إلا في قطاع التعليم؟؟؟ [email protected]