11 سبتمبر 2025

تسجيل

مازلنا ننتظر البشاير من "راف"

12 ديسمبر 2011

البعض عندما يسمع بالدعوة الى الانفاق يعتقد ان الدعوة لغيره وكأنه ليس مخاطباً بهذا التذكير، وآخرون يظنون ان الدعوة موجهة لذوي المال والثراء فقط ويستقل مقدرته المالية ومنهم من يتعذر بصعوبة الوصول الى جهة استقبال المساعدات أو طول المسافة وتجد من ينوي وينفذ نيته بمبالغ قلت او كثرت، ومن بين الفئة الاخيرة افراد من جميع فئات المجتمع غنيهم ومتوسطهم وفقيرهم ايماناً منهم جميعا بقيمة العطاء في حد ذاته بغض النظر عن الكم. ولكن يبدو في الآونة الاخيرة هناك مشكلة لا مرئية حرمت كل هؤلاء من مبادراتهم المعتادة!! اطلقنا الاسبوع الماضي تحت عنوان "تذوق لذة الانفاق التطوعي" دعوة لإعادة النظر في مواعيد الزكاوات المفروضة أو الصدقات المندوبة التي يبادر اهل الخير عامة بإنفاقها فهم مأجورون في كل الاحوال..لأنها تذهب من ايديهم الى يد الله تعالى مباشرة فلا يفترض بهم بعد ادائهم للواجب الانساني والرباني ان يسألوا عن الجزاء، فالله تعالى لايضيع اجورهم دنيا وآخرة. ولكن المحزن انه حتى الآن لم تأتنا رسالة من مؤسسة "راف" تطمئننا على الحالات العشر المنشورة سابقا ولا حتى تلك التي سبقتها!! نحن لا نملك سوى تذكير الجميع بالوضع الصعب الذي تعيشه اسر متعففة عديدة تنتظر يد العون ونذكركم بقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } البقرة / 267. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب — ولا يقبل الله إلا الطيب — وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلوَّه حتى تكون مثل الجبل " (فَلوَّه: المُهرة الصغيرة) وعنه ايضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقا خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ". ايها الاعزاء نذكركم باليتامى والمطلقات والارامل والاسر الفقيرة، فهناك أسر يعلم الله وحده بحالها فكم من مريض لم يجد ما يتعالج به وكم من طالب لم يحظ بدخول الصف الدراسي لأنه لم يسدد ما عليه من رسوم دراسية وحتى ان دخل الصف وجد مذلة أخطاره بضرورة دفع والده للالتزامات المستحقة عليه وكم وكم..!! رسالة من قارئ: وصلني من الاستاذ الكريم وليد يوسف تعقيب معبر على مقالي الاسبوع الماضي وأثار إعجابي فشكرا له حيث كتب يقول: جزاك الله خيراً استاذ محمد على هذه النصيحة الطيبة، والتي جاءت في وقتها تماما، ولديك كل الحق في تساؤلاتك حول حصر الإنفاق في الموسم الرمضاني فقط، وليس فقط الأمر أن المريض لن ينتظر رمضان آخر أو الطالب لن تمهله مدرسته حتى يدفع رسومها، بل السؤال من وجهة نظري، هل أنت ضامن أخي المحسن أن تبقى لرمضان القادم، ولو كان الأمر متعلقاً بأهمية رمضان عندك، فلما إذن لا تجعلها مقدماً..وقطعاً ما عند الله لن يضيع. كلمة اخيرة: "من كان له فضل ظهر فليعد به من لا ظهر له".