15 سبتمبر 2025

تسجيل

علة تريد طبيباً

12 ديسمبر 2011

يالهذا الزمن الغريب المضحك المبكي!!.. يالهذا التناقض الذي نعيشه رغم اننا نحن الطهاة الماهرون الذين نبدع في تزيين موائدنا به!!.. فها نحن ورغم شعورنا بأننا نعيش أياماً تحدث فيها كل الغرائب ولم يعد هناك شيء يجعلنا نتعجب من حدوثه ولا نملك سوى أن ندعو أن يثبتنا الله على دينه ونمسك بتلابيب الشيء اليسير من العادات والتقاليد الجميلة.. وقبل ان يحك أحدكم رأسه ويتهور في استنتاج إجابات قد لا تكون هي التي تجوب برأس كاتبة هذا المقال هذه اللحظة دعوني أطرح ما بعقلي أرضاً لعله يجد من يرديه قتيلاً فلا يعاود الزحف إلى جمجمتي المثقلة بالتناقض!!.. دعوني أقلها: إن بعد كل هذا الشعور المتدين في دواخلنا يظهر لنا وحش عربيد زنديق وهو (رأس السنة) حيث بلغني ان الاستعدادات جارية الآن في جميع فنادق الدولة لاستضافة أبرز (نجوم الغناء العربي) لإحياء لية رأس السنة الميلادية حتى الساعات الأولى للفجر وسط صخب ومشروبات وجنون وعد تنازلي سيلقى فيه الرقم واحد هيجاناً وعاصفة من التصفيق والصراخ وكأنهم على موعد لدخول الجنة التي تتمثل في رؤوس هؤلاء للأسف!!.. فهل يكون هذا هو التناقض بعينه أم انني أهذي — كعادتي دائماً —؟!!.. فكيف يستقيم الأمران؟!.. كيف تتساوى الطاعة مع العصيان وتتوازى الفضيلة مع الرذيلة؟!!.. كيف يكون الإيمان كاملاً وطاهراً يسمو في نفوسنا ومآذننا وتشوبه بدعة عظيمة محرمة كهذه وعلى أرض واحدة؟!!.. كيف يمكن أن نستوعب أصوات التكبير والتهليل والتضرع لله مغفرة ورحمة واستسقاء للمطر وهي تتداخل مع أصوات عالية تتغنى بـ (معجبة مغرمة واخاصمك آه وشاطر شاطر) أو (إللي بتأصر التنورة بتلحأها عيون الشباب وإللي ما يحب النسوان الله يبعتلو علة) باعتبار ان أصحاب هذه الكلمات المتواضعة وغيرهم سيكونون ضمن النخبة التي ستحيي رأس السنة مع تحفظي على كلمة (إحياء) فهي من صفات الله عز وجل وهو خطأ شائع؟!!.. فهل يعقل أن تستقيم أصوات الرقي والسمو مع نعيق الابتذال والرخص؟!.. كيف نقبل أن نحيا بعقلين وقلبين واتجاهين ومبدأين وكل شيء في عالمنا يكون اثنين؟!!.. كيف نرضى أن نجهض قيمنا وحالة التجلي العميقة التي نعيشها كمسلمين وقد عايشنا بالأمس حالة خسوف القمر وارتجاف الأيدي المرفوعة إلى السماء بتضرع ارتجاء الخير والستر والسلام والأمن والأمان وفي نفس الوقت ينتظرنا احتفال مخز لا يمت إلى شريعتنا وملتنا بشيء وينتظره بعض المسلمين أكثر من المعنيين به من الأجانب وأتباع الديانة المسيحية؟!!. بربكم.. اهدأوا.. خففوا من هرولتكم وتهوركم فقد باتت تكفينا سرعة عجلة هذا الزمن واقتراب الأزمنة بيننا.. بات يكفينا تتابع الأيام وكأنها ثوان معدودة تمر من أمام أعيننا خطفاً.. كاف علينا شعورنا الأكيد ان ما يتبع يوم السبت هو الجمعة وليست تسبقه بخمسة أيام متتالية!!.. خلاص.. لم يعد لدينا حيل ولا حول في استشفاف مكانة (إسلامنا) فينا فقد بتنا نرى كل ما هو أزرق العينين أجمل وما هو بسوادهما أسود مظلم حالك في السواد!!.. بربكم.. أوقفوا مهازل التناقض الذي يربو بيننا بعزة وكبرياء وصلف وغرور وافرضوا غرامات لمن يغادر خانة التهذيب في تقاليدنا وعاداتنا المستمدة بتحوير من مبادئ إسلامنا العظيم!.. فليست ابنة عجرم المعوج أو ابن كرم البخيل من يمكنهما أن تشعرانا بأن 2012 هو العام الوردي المقبل لنا وليستا هما أو غيرهما من سيجعلاننا نشعر براحة عميقة ونحن نودع هذه السنة الماساوية على العرب والمسلمين.. ليستا هما فإني أصدقكم القول فيما أقول.. فلا ترفعوا اليوم أيديكم ترجياً للغيث وأنتم تعلمون أن نفس الأيدي ستهلك من التصفيق بعد أيام قليلة على أنغام من يغرقوننا كل لحظة في مستنقع الآثام!!.. أو على تمايل المدللة لدينا في قطر (نجوى كرم) التي باتت (واحداً من الربع) كما يقول الشباب لدينا ونفتقر نحن البنات للتفوه بمثل هذه العبارة!!.. لا يهم فالمعنى واضح للشباب والشابات.. ولكن نرجو أن يتضح ذلك لعين المسؤول الذي أتمنى ألا أكون قد أضعت وقته الثمين بقراءة ما يعكر عليه صفو ذهنه مع علمي بأن هذه العلة تصيب قلة مثلي!.. ويا الله صباح خير يا ابتسام.. اذكري الله!!. فاصلة أخيرة: إلهي.. طلبت عفوك فاعف عني إلهي.. زدت في طلب مغفرتك.. فاغفر لي إلهي.. اجتهدت في الطلب والرجاء.. فارحمني (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)!