وترحل

وترحل !!. هكذا عمر الإنسان.. يعيش سنوات وسنوات و»يرحل».. من البقايا.. قصة.. تاريخ.. وكلام طويل « ورثاء «.. يتبعه العزاء والذكرى.. نتذكر عن الحياة الكثير أكثر مما نتذكره بعد الممات.. عجيبة الإنسان الذي كان على قيد الحياة !!..ربما تكون الحياة علامة النسيان أو ربما تكون سويعات حتى مرحلة ما يقترب من الإهمال.. !! سنوات تعيش حيا بتفاعل وسنوات ربما تكتبها على خريطة النسيان.. وأخرى على خارطة التهميش القصري.. هي حالة البعض من البشر الذي يطعم الحياة.. بطعم مسرات الرفاهية !! رفاهية العيش واللحم !!... رفاهية مؤقتة.. تبني على مضض حياة متقلبة يسميها البعض بالنسبة لهم حياة ارستقراطية!! يطلق مصطلح الارستقراطية على تلك الطبقة الاجتماعية الأعلى مكانةً بين طبقات المجتمع!! هي حدودها وتطلعات البعض « فوقية « تعيش وكأنها تعيش بمفردها !! ولهذا يكون البعض.. يتناسى الطرف الاخر.. بما يحتويه من الرفاهية التي يعيشيها الفرد منهم !!. لكن في نفس الوقت « الموت « الورقة الوحيدة التي تجمع الجميع.. البعض منهم لايعني له هذه الورقة طيلة حساباتهم فارغة لاتعني لهم شيء.. يعتقدون انها تعوق حسابات أخرى غير أنهم « الأفضل» وعلى ايش الأفضل في واقع الحال !!!. الرحيل ورقة تسقط من تاريخ الانسان.. هناك دمعة.. وهناك مرض.. شبح الفراق.. والتردد الذي لايعني لهم سوى انهم باقون عن غيرهم !!.» الرفاهية الذي ينعم البعض فيها ربما « من المال « وهو يعني لهم البقاء من غيرهم.. وانما في نفس الوقت يتناسون انها ورقة واحدة.. وفراق واحد.. ومصير واحد !!... المكان والذكرى ومحيط اخر من الوجع، ربما هو أصعب شيء في الوجود رحيل من نحب بسفر أو موت أو غيره، وكذلك نحن أحياناً تضطرنا الحياة لنرحل من المكان الذي نحبه!!. وحين نكتشف.. أن الزمان ليس زمانك.. وأن المكان ليس مكانك.. والإحساس ليس إحساسك.. وأن الاشياء حولك لم تعد تشبهك.. وان المسافات ليست كمال تريد !!... وان الأصدقاء ليسوا اصدقاءك.. هل سمات الرحيل .. وانك لاتستطيع تغيير مايحدث حولك.. وأن مدن أحلامك ما عادت تتسع لك.. عندها.. لا تتردد.. وأرحل بلا صوت. عند الرحيل.. لا تضيع وقتك بالبحث لإنتقاء كلمات الحب أو الاعتذار أو الوداع فكل الكلمات التي تولد لحظة الفراق.. إنما هي مجرد محاولات فاشلة.. لتبرير وتفسير هروبك. يغلق البعض في وجهك كل أبواب الرحيل.. كي يمنعك من الرحيل لأنه يحبك.. والبعض يعترف لك بحبه عند الرحيل.. كي يبقيك معه ويكتشف البعض الأخر أنه يحبك بعد الرحيل فيحترق ويحرقك باكتشافه المتأخر. معاني كثيرة للرحيل.. في نفس الوقت حينما تقرر الرحيل.. لا تدفن رأسك في الرمال كما النعامة.. كي لا تلمح وجوه أولئك الذين أحبوك بصدق.. وراهنوا على بقائك معهم فخذلتهم برحيلك. تأكد مهما كان لون أو شكل أو حجم صمتك عند الرحيل.. فلرحيلك صوت قد تسمعه كل الكائنات لكنه لن يؤلم أبداً ولن يصل إلا لأولئك الذين يشكل لهم وجودك شيئاً من الوجود. ◄ آخر كلام: إن رحيل الإنسان عن نفسه هو أقسى أنواع الرحيل !!.