10 سبتمبر 2025

تسجيل

دعوة لتشكيل لجان مجتمعية

12 نوفمبر 2018

منذ سنوات زار وفد سنغافوري قطر لتقييم المدارس المستقلة، وتم ترشيح كوادر إدارية وأكاديمية وطلاب لمقابلة أعضاء وفد التقييم. كان اسمي من ضمن أسماء المرشحين حيث إنني عملت في المدارس المستقلة فترة ليست بالقصيرة، والنظام التعليمي السنغافوري يمثل نموذجا يحتذى به وتوصيات تقرير التقييم ستكون من الأهمية بمكان لصناع القرار لسد أي ثغرات موجودة في النظام التعليمي الجديد. كنت أعمل باستماتة لإنجاح الفكرة حيث إن الغاية سامية رغم تحفظي على بعض الإجراءات، بدا ذلك واضحا في إجاباتي على أسئلة الخبير السنغافوري، قاطع كلامي ليسألني بأسلوب مهذب: هل من الممكن أن أسأل هل عندك أولاد؟ بدت نظرة الاستغراب بادية على وجهي فاستطرق قائلا: تستطيعين عدم الإجابة على هذا السؤال، فأجبت: نعم عندي ثلاثة أطفال ولكن لم هذا السؤال؟، فأجاب بسؤال آخر: هل من الممكن أن أسأل في أي المدارس يدرسون؟، فأجبته: مدارس مستقلة ولكن لماذا تسأل مثل هذه الأسئلة، فأجاب وعلامات الدهشة بادية على وجهه: لأن أغلب المهتمين وصانعي القرار رغم إيمانهم بفكرة المدارس المستقلة إلا أن أبناءهم يدرسون في مدارس خاصة!!! لا تزال حيرة خبير التعليم السنغافوري تتراءى لناظري رغم هذه السنين، والحقيقة أن الرجل صادق، صناع القرار رغم أهدافهم السامية إلا أنهم يتخذونه من مكاتبهم الفارهة في أبراجهم العاجية باستشارة لجنة جميع أعضائها من أصدقاء الطفولة لا يحسون بتبعات بعض القرارات على حياة المواطن. أعتقد أنه آن الأوان لتشكيل لجان مجتمعية يرجع لها في حال إرادة إصدار قرار يمس المجتمع، يراعي في تشكيلها :1) أطياف المجتمع المختلفة – 2) الأجيال المختلفة – 3) تمثيل متساو من الجنسين ، قد يكون مجلس الشورى بديلا حاضرا عن هذه اللجان إلى حين النظر في إجراءات تشكيلها.