11 سبتمبر 2025
تسجيلإن المؤمن الذي آمن بالله واستقام على أمره وعمل صالحا ووقف عند حدوده وفعل ما يرضي الله عز وجل،فهذا عند الله من المقربين والباب مفتوح لكل واحد أن يكون معلما للناس، فالإسلام يؤكد على تنمية الجوانب الحضارية التي تستند الى العقيدة الصحيحة، كما يهتم بتحسين وتطوير نوعية الحياة عبر المعرفة والعناية بالجوانب الروحية والمادية ويولي هدي الإسلام أهمية خاصة لبناء الذات، فالمسافة بين العالم والعابد كبيرة جدا فكن طموحاً إلى العلم ولا ترضى أن تكون عابدا فقط، فالعابد بسبب أي تأثير أو إغراء أو أي ضغط يتخلى عن الدين،أي قد يتزوج فيخرج من دينه،تأتيه امرأة تغريه بالمعصية فيخرج من دينه، قد يشارك رجلا فيضغط عليه في فعل بعض المعاصي المالية فيخرج من دينه، قد يسمع كلمة تهديد فيتخلى عن صلاته، ولا يتحقق هدا النفع للعالم إلا إذا توج بالقيم الإسلامية،لدلك فإن منظومة التعليم تولى اهتماما خاصا للتعليم الإسلامي واللغة العربية ومواد التربية الإسلامية، فالفتن كثيرة كقطع الليل المظلم في مثل هذا العصر الذي ترون فيه الشهوات مستعرة والفجور والفسوق والمغريات الدنيا في هذا العصر خضرة نضرة متألقة متزينة تغري أحبابها باتباعها، في هذا العصر لا يستطيع العابد أن يصمد أمام إغراءات الدنيا.فمما فيه لا شك أن الإنسان كلما ازداد علما ازداد معرفة وفرقانا بين الحق والباطل والضار والنافع، وكذلك يدخل فيه ما يفتح الله على الإنسان من الفهم، فالإسلام قد علمنا معطيات عن الإنسان تساعد بل وتعمل على بناء الشخصية المسلمة بناء سليما بفهمها الفهم الدقيق من قبل التربية الإسلامية،التي أرادت أن تبني على تلك القيم، التي نعمل على تكوينها وتنميتها لدى الإنسان الذي يحمل رسالته في الحياة فيكون الإنسان محققا لمعنى الخلافة في الأرض ويستطيع الارتقاء بمجتمعه،فإن العلم لا ينال براحة الجسم فقد يسلك المتعلم جميع الطرق الموصلة إلى العلم وهو مثاب على ذلك ويكون عنصرا فعالا فيه فلابد أن ينطلق هذا البناء من التصور الإسلامي والتي تتمثل في نظرة الإسلام للإنسان في طبيعته على أساس وظيفته وغاية خلقه وهي الخلافة في الأرض وذلك يكون بالاقتداء بسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم في الاستفادة من مكارم الشريعة وتطبيقها وتنميتها من خلال التربية الإسلامية الصحيحة القائمة على أسس ومكارم الشريعة، ويبدأ تطبيق منهج تعليمي لهذا الغرض في جميع لمراحل التعليمية،خاصة الطلاب في أروقة المدارس حتى يعمقوا صلتهم بالإسلام ويتمثلوه في حياتهم فمنظومة التعليم حريصة كل الحرص على الأمانة وتعميق القيم في نفوس الناشئة وتعمل جاهدة بكل الوسائل في هذا المضمار والأخذ بقيم الإسلام وآدابه كمنهج حياة متكامل من أجل تطوير المسلمين وزيادة تقدمهم في مجالات العلوم والتقنية والإدارة والأخلاق وإنه السبيل القويم الذي يقوم على مثل وقيم الإسلام الخالدة لتعزيز تقدم الحضارة الإسلامية، وهي طريقة لعرض الإسلام بواقعية وعملية وعودة الأمة إلى المصادر الإسلامية الأصيلة ومبادئه القويمة لزيادة جودة الحياة الإنسانية لكل الناس وتحقيق مبادئ القيم السليمة والتي تبني جيلا يستطيع حماية أمانة الأمة، فإن تنمية القيم في أبناء المجتمع تعتمد على تكوين الوازع الداخلي في الفرد منذ الطفولة الأولى التي تمثل ثقافة المجتمع وبتدريج يتعلم الطفل ضبط النفس ويصبح قادرا على القيام بالسلوك المرغوب فيه في المواقف المختلفة وذاك هو تكوين الشخصية المتوازنة التي تكون فعالة في مجتمعها قائمة على أسس التربية الإسلامية الصحيحة.