15 سبتمبر 2025
تسجيل(مجلس التعاون الخليجي بيتنا الإقليمي الأول).. بهذه الكلمات الأخوية والصادقة ابتدر سمو الشيخ تميم بن حمد دور الانعقاد السنوي لمجلس الشورى بالأمس ليسجل بهذه الحروف موقف قطر الثابت من انتمائه الأبدي للمنظومة الخليجية التي تتعرض اليوم لهزة أرضية قوية يسعى الفرقاء فيها لاتساع شرخ في العلاقات الخليجية الخليجية وللأسف أن قطر باتت في نظرهم دولة (شقية) كما يحب لبعض الأكاديميين في دولة الإمارات وصفها بصفاقة لا نحسدهم عليها حقيقة!.. فهل أصبحت قطر شقية لأنها وقفت مع اختيار الشعوب ومع صناديق الاقتراع في مصر وضد الظلم في ليبيا ولازالت تقف بشجاعة أمام بطش وإرهاب بشار الأسد وعصاباته التي تنكل في شعب سوريا ما بتنا نراه شيئاً عادياً اليوم؟!.. هل قطر متمردة لأنها وقفت بثبات في مواقفها التي تصر جاراتها على أنها مواقف لا تقف مع الصف الخليجي الذي نعترف باعوجاجه مع اعوجاج سياسات بعض الدول فيه التي أضحت اليوم في خانة المتآمرين فعلاً على الدوحة وتدفع بأقلام وجهات لتشويه مواقف قطر وحكومتها وتغرير شعوبها بأن الدوحة تقف ضد مصالح المجلس وتحيد عن المصير المشترك الذي يتغنى الخليجيون فيه منذ الصغر؟!.. مجلس التعاون بيتنا الإقليمي الأول لأننا ضمن ساكنيه ولا يستطيع أحد أن ينفي حقنا فيه حتى وإن سعت بعض الجرذان الموبوءة أن تقضم أساسياته التي اهترأت بفعل مراهقة البعض أو وصولهم لسن اليأس الذي لا يرجو البيت منهم خيرا!.. ولِمَ علينا نحن أن نتخلى عن مبادئنا ونؤمن بأن مبادئهم هي الأفضل والأصلح وأن تطوى قطر تحت جناحهم ونحن نعلم بأننا لا نتبع أحداً وأن زمن الوصاية قد اندثر وانتهى؟!..لِمَ لا تكون لنا مصالحنا في قطر التي نسعى لتحقيقها وتكون لهم مصالحهم دون أن يتصادم منها ما يؤثر على علاقاتنا الخليجية التي كنا نظن أنها أمتن من أن تتأثر بخلافات أو لعب العيال الذي تقوم به بعض هذه الدول للأسف؟!.. لِمَ على قطر أن تدفع الثمن وحدها في طريق لم تقده بمفردها وإنما ساهمت هذه الدول المعروفة في زج قطر إلى حفر افتعلت فيها المشاكل وجعلتنا فيها الخصم وهي الحكم؟!.. وتأتي اليوم قمة الدوحة الخليجية لتسقط الأقنعة في مشهد تجلى بتأجيل الاجتماع الوزاري الخليجي الممهد لها دون إبداء أي أسباب تذكر وإن كنا بتنا من الذكاء لنعرف هذه الأسباب دون أن يفصح عنها أحد.. فهل هي مؤامرة جديدة لإفشال قمة الدوحة حتى قبل أن نتأكد من انعقادها؟!.. هل هي مناورة جديدة من هؤلاء للضغط على قطر لتتخلى عن مواقفها التي تؤمن بها أم أنها محاولة يائسة ليصدق العالم أن الخلل نابع من الدوحة وليس من أي عاصمة أخرى من جاراتها؟!..ونحن نقولها: ثوابتنا ثوابت قيادة وشعب وليست شعارات قابلة للمساومة حتى وإن فسر البعض الليونة التي تقدمها قطر في بعض الأحيان على أنه خضوع وهو في الحقيقة جهود لردم الخلافات والالتفاف حول مصالح المنظومة الخليجية التي غدا بعض ساكنيها بحاجة لإعادة تأهيل وهي جهود يجب أن يشكرنا عليها الأشقاء لا أن يصفوننا بالأشقياء!.. ومن أتى قطر فالعين أوسع له من الدار ومن امتنع فسيظل مكانه محفوظاً حتى يعاد تأهيل أفكاره وتهذيب عدوانيته المتعمدة ضد دولتنا.. وصدقوني.. طال الزمن أم قصر سيبقى فخرنا بقطر أكبر من أن يؤثر عليه من يحاول أن يزعزع مواقفنا فيه وأعان الله من يحاول أن يمارس دور البطولة في مسلسل خليجي كاتب السيناريو فيه مجرد قلم مكسور لن يلتأم كسره حتى هلاك صاحبه وتكفل جهنم به!فاصلة أخيرة:التفافنا حول القيادة يعني أننا مؤمنون بأن قطر رقم صعب غير قابل للقسمة لكنه يقبل بالضرب!