28 سبتمبر 2025
تسجيلنلاحظ كثيراً مبادرات متميزة من وسائل الإعلام بذوي الاحتياجات الخاصة وهم يشكرون عليها وأرجو أن يتم تسليط الضوء على أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إن الراحة النفسية لهم تؤدي إلى نتائج إيجابية على أفرادهم، فالإعلام يساهم بتغيير نظرة المجتمع ونشر الوعي التثقيفي والصحي بين أفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم، ويعطيهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، ويسلط الضوء على إمكانياتهم. أتمنى من زملائي الإعلاميين تناول قضية ذوي الاحتياجات الخاصة على أنها قضية حقوق إنسان مستمدة من القانون الدولي، وكذلك السعي لتشكيل فريق إعلامي لمناصرة قضاياهم. ويجب على مؤسسات المجتمع دعمهم والمساهمة في وضع البرامج التأهيلية والترفيهية لهم وخلق بيئة مثالية لذويهم تتيح لهم فيها تبادل الخبرات والمعرفة. الإعاقات المنتشرة في العالم كثيرة وقد تعدت الـ 600 مليون شخص وتختلف تصنيفاتها ومسمياتها، وتنقسم إلى قسمين: إعاقة نتيجة عوامل محيطة بالفرد وأخرى وراثية. الأولى لما يتعرض له الطفل قبل الولادة وخلال الولادة وبعد الولادة نتيجة تناول الأم الحامل أدوية غير مخصصة لها أو تعرضها للأشعة أو وجودها في منطقة كوارث وحروب وخلال الولادة نتيجة أخطاء طبية في التوليد أو لتعرض الأطفال بعد الولادة لعدم اخذ اللقاحات المناسبة وفي وقتها او العزلة والصدمات النفسية وحوادث السيارات، التي يمكن ان يتعرض لها الكبار والصغار..الخ. أما الأسباب الوراثية فتلك لا أحد يمكن أن يتحكم بها - بعد الله - سوى التقليل من زواج الأقارب وضرورة الفحص الطبي قبل الزواج. بتجنب تلك الأسباب، وكذلك التدخل المبكر والاهتمام بالعلاج الطبيعي والوظائفي والتربوي والنطقي والنفسي في حال اكتشاف الإعاقة وعدم الخجل من ذلك تزيد لدينا فرصة الوقاية من الإعاقة. طرق الوقاية هذه يجب أن يعرفها المجتمع بشكل مستمر لتزداد ثقافة الناس ولتتاح لهم الفرصة للتدخل المبكر. الدولة ولله الحمد لم تقصر بدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، واهتمت سمو الشيخة موزا بنت ناصر - يحفظها الله - بهذا الأمر وأعطته الكثير من وقتها وتشرفت الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد أن تكون مقرراً خاصاً بالأمم المتحدة، وكذلك اهتمام المؤسسات كبير، وما تقوم به الجمعية القطرية لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة إلا جزء من إدراكها بأهمية هذه الشريحة من الناس، فكل الشكر للشيخ ثاني بن عبدالله رئيس مجلس إدارتها لأياديه البيضاء فيها، وكذلك الشكر موصول الى نائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ ربيعة بن محمد الكعبي وجميع أعضاء مجلسها ومديرها العام الأستاذ أمير الملا، الذي يعمل بكل تفانٍ واخلاص في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة. والجمعية توفر العديد من متطلباتهم من أجهزة بجميع أنواعها وأطراف صناعية، وكذلك بعض المساعدات المالية لجميع من يعيش على ارض قطر. وتتعاون الوزارات والمؤسسات المختلفة بالدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية التي تذلل كل صعوبة يواجهها ذوو الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال الدعم الكبير من سعادة الوزير شخصياً الشيخ عبدالله بن ناصر وفقه الله وجعل عمله في ميزان حسناته. إنني أنصح جميع فئات المجتمع المشاركة في قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وفهم تلك القضايا حتى تكون لدينا الفكرة الكاملة عن كيفية التعامل معهم، ونحن جميعا معرضون لأي أمر وفي أي وقت وعدم فهمنا لذلك قد يزيد من الإعاقة ويطورها ويبعد الاندماج المطلوب معهم أو معنا. وأخيراً أقول ليس المعوق من فقد أو تعطل لديه عضو من جسده بل هناك الكثير من الأشخاص بيننا معوقون. فالخوف إعاقة والجهل إعاقة وعدم الثقة بالنفس إعاقة وعدم الالتزام بالأمور الدينية إعاقة والأسلوب الخاطئ في التربية إعاقة.. والغريب أن هناك من يخفي إعاقته ويتصور أنه يعيش بدونها وأصعب أنواع الإعاقة عدم معرفتك لله سبحانه وتعالى ومحبته.