14 سبتمبر 2025

تسجيل

كذبتان.. جريمة معاداة السامية.. المدنيون

12 أكتوبر 2023

العالم كله يعرف ماذا فعلت أوروبا باليهود من اضطهاد ومذابح عبر العصور. صار هروب اليهود إلى العالم العربي والإسلامي هو طريق النجاة لليهود. لم يتوقف اضطهاد اليهود وعلاماته كثيرة حتى القرن العشرين، أشهرها طبعا ما جرى في ألمانيا النازية والمحارق التي أقامها هتلر لهم. ما ذنب العالم العربي في ذلك؟ العالم الذي لاذوا دائما به وببلاده، مثل مصر وفلسطين ناهيك عن العراق والمغرب واليمن. لأسباب سياسية ولزرع عدو بين العالم العربي ابتكرت أوروبا البحث عن وطن قومي لليهود، والقصة معروفة انتهت باحتلال فلسطين. رأوا ورأى كبار اليهود أن ذلك سيكون أكثر جذبا، فهي أرض الميعاد في التوراة. ورغم أن ما جاء في التوراة والتلمود يدخل في قلب الخرافات والأساطير لكن هكذا آمنوا. ابتدعت أوروبا قانون تجريم معاداة السامية ويقصدون به معاداة اليهود تكفيرا عن ذنوبها. أما اليهود أنفسهم وقد صاروا صهاينة، فكل ما يفعلونه في فلسطين بالعرب والمسلمين مباح. يفعلون بالفلسطينيين ما فعلته أوروبا بهم من مذابح كنوع من الإزاحة النفسية البشعة، وتوافق أوروبا كنوع من التكفير البشع عن الذنب. استخدام تجريم معاداة السامية للتكفير عن الذنوب التي ارتكبتها أوروبا في حق اليهود، فتح المجال للصهاينة لفعل كل الجرائم ضد الفلسطينيين. المذابح التي أقامها اليهود للفلسطينيين قبل عام 1948 حيث أعلنت دولة اسرائيل وبعده لا تحصى. يقومون بأبشع مما فعلت أوروبا بهم وأصبح قتل الفلسطينيين هواية تسرّ نفوسهم، وصارت أفعال النازية شعارهم فكلاهما شعب الله المختار، ولا يدخل هذا في كذبة أوروبا عن تجريم معادة السامية، فللصهاينة حقهم المطلق في قتل الفلسطينيين. هكذا ترى تضامنا من حكومات دول مثل ألمانيا وفرنسا وانجلترا وإيطاليا وأميركا، مع ما تفعله اسرائيل في غزة من مذابح ردا على كشف عورتها فجأة بما فعلته حماس وكتائب القسام، من عبور طال انتظاره كلف إسرائيل خسائر لم تخسرها في حروبها السابقة كلها. اتُهمت حماس وكتائب القسام بقتل المدنيين في المستوطنات التي هاجموها، وهذه هي الكذبة الثانية، فسكان المستوطنات هم جنود إسرائيليون أقاموا مستوطناتهم على أرض غيرهم وبقتل الفلسطينيين. هم جنود في الجيش الإسرائيلي وقت الحرب ووقت السلم في انتظار التجنيد. أي تسقط عنهم صفة المدنية. بينما سكان غزة ليسوا مدنيين في نظر أوروبا التي تعاني من عقدة الذنب وتفرغها على أهل فلسطين. ماذا تسمى المذابح التي تتم في غزة من استهداف المدنيين عن قصد في البيوت والعمارات والمساجد والمدارس بالغارات، وقائد أي طائرة يعرف إلى أين يوجه صاروخه فالأمر ليس عشوائيا. لقد تجلت الروح الهمجية في قول نتنياهو نحن نفعل ما وعدنا الله به في التوراة، أما وزير دفاعه فيقول « منعنا المياه والكهربا والطعام عن غزة فسكانها ليسوا بشرا لكن حيوانات في هيئة بشر» ويسمعه العالم كله ولا تتحرك الدول رغم أن هذه جريمة قتل جماعي. نسمع فقط عن رفض من مؤسسات حقوقية لكن لا تعلن أميركا مثلا انسحاب حاملة طائراتها من حدود غزة، ولا تظلم فرنسا برج إيفل احتجاجا على مجازر اليهود للفلسطينيين، كما أظلمته احتجاجا علي عبور الفلسطينيين لحصارهم في غزة. وفي النهاية لقد كان عبور المصريين في أكتوبر 1973 له ما بعده من خروج الصهاينة من سيناء، والتخلي عن جزء كبير من حلمهم في دولة من الفرات إلى النيل، وسيكون للعبور الفلسطيني وعملية طوفان الأقصى رغم أي خسائر، دوره في تقليص جديد لهذا الحلم الخرافي.