31 أكتوبر 2025
تسجيللم نفاجأ بموقف النظام العسكري الانقلابي المصري الغادر في مجلس الأمن من قضية الشعب السوري، كما لم نفاجأ بحجم وطبيعة الغدر الذي مارسه النظام المصري ضد الأطراف العربية التي ساندته وأمدته بأسباب الحياة وبمليارات الدولارات التي تجاوزت الـ40 مليار دولار!، فمن يغدر بشعبه، ويستبيح دماء أبنائه ويسفكها على نواصي وأرصفة الشوارع المصرية لا يمكن إلا أن يكون بتلك المواصفات الغادرة التي تعبر عن هويته الحقيقية، وشخصيته المجردة من الرتوش والدعايات المزوقة والاستعراضات الإعلامية التي لا تسمن أو تغني من جوع!، التصويت المصري لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن هو وقوف صريح في مساندة الإرهاب الروسي الأسود الذي يصب حمما على رؤوس الشعب السوري في حرب الإبادة الجماعية والهولوكوست الروسي في فيافي الشام، والمساندة (السيساوية) لنظام المجرم بشار أسد لم تعد سرا دفينا ولا مجرد عملية علاقات عامة، بل إنها إستراتيجية واضحة وصريحة للنظام الانقلابي العسكري الذي يرد الجميل لمن دعمه من العرب بمزيد من الغدر الفاضح الرهيب. مواقف نظام العسكر المصري الغادرة ليست مجرد مصادفة ولا هي هفوة عابرة ولا خطأ تكتيكي أو سوء تقدير كما يتوهم البعض!، بل إنها إستراتيجية تخريب ذاتي وداخلي لصيغة الأمن القومي العربي، فذلك النظام الذي لم يرتو من دماء المصريين يمارس علاقاته الخاصة مع جماعة الميليشيات الطائفية في العراق ويرسل فنانيه لدعم عصابات الحشد الطائفي معنويا، ويقيم أشد أشكال علاقات الدعم الاستخبارية والعسكرية معهم!، وهذا النظام الذي يتصنع البراءة ويظهر بمظهر الحريص على وحدة الأمة ودماء أبنائها لم يتورع عن إرسال شحنات الأسلحة للقاتل بشار أسد لدعم ترسانته الحربية العدوانية التي تستأصل السوريين!، كما أن هذا النظام لم يوفر أي فرصة للانتقام من اللاجئين السوريين والتنكيل بهم!، إنه نظام مافيوزي وقح يأخذ بيد ويغدر باليد الأخرى، فمثلما غدر بالشرعية الدستورية وبالرئيس المنتخب الشرعي تحت دعاوي ومسميات وأسباب باطلة وبائسة وسفك دماء آلاف المصريين وزج بآلاف الشباب المصري في غياهب السجون ومعامل التعذيب الرهيبة، فإنه يمارس عادة الغدر بالأيادي البيضاء التي امتدت إليه وحاولت انتشاله من هوة الإفلاس المتجه إليه وهو إفلاس حتمي لم تنفع معه عشرات المليارات التي شفطها وابتلعتها آلة فساده السلطوية العميقة، فمن وصل لسدة السلطة بالغدر لا يمكن إلا أن يعيش بنفس الطريقة!، وما فعله النظام الانقلابي المصري هو خارج نص وتاريخ المواقف المصرية السياسية في التاريخ الحديث، وهو عملية غدر غير مسبوقة في سجل العلاقات الدولية وبما يعطي مؤشرات واضحة عن طبيعة التفكير العدواني والمافيوزي الذي يحرك مفاصل السلطة وأدواتها في القاهرة اليوم، مصر العربية التي نعرفها ويعرفها تاريخ العروبة الحديث لا تمت بأي صلة لممارسات عسكر الغدر والهزيمة، وشعب مصر العربي الأصيل الطيب الصابر المجاهد الذي قدم الكثير من التضحيات من أجل الأمة العربية في مسيرة التاريخ العربي المعاصر لا يمكن أن يمثله أو يعبر عنه زمرة من الغادرين المتعيشين على مصائب الأمة، والعاملين لخدمة مخططات ومشاريع التقسيم والتدمير والتجزئة وسفك دماء الأحرار، مصر أرقى منهم وأعظم بكثير مما يدور من مهازل ومآس يدفع أثمانها الإنسان العربي، لقد آن الأوان لوضع النقاط على الحروف وللقيام بجردة حساب شاملة لما آل إليه الوضع العربي وعبر تحديد مكامن الخلل وإدانة الأطراف المتسببة بمآسي الأمة وشعوبها، فمنذ البداية كان واضحا للجميع بأن من يغدر بشعبه لا يمكن أن يكون محل ثقة أبدا، ومن يمارس عمليات التضليل والخداع ولعب الثلاث ورقات لا مكان له بين الأحرار والعاملين من أجل خدمة الأمة ورفع الحيف عن المظلومين!. الموقف البشع الغادر هو الحصيلة الحتمية لنظام انقلابي فاشي دموي داس على الشرعية الدستورية ومارس أبشع عملية احتيال في وضح النهار، أهل الغدر لا يرتجى منهم أي خير ولن تحصد الأمة منهم سوى نتائج سلبية ومدمرة للنسيج القومي الشامل.. الغادرون يسبحون في بحر غدرهم، والمستقبل للشعوب الحرة.