12 سبتمبر 2025
تسجيل* ذات يوم جاء الشاعر الحطيئة إلى كعب بن زهير بن أبي سلمى ومعروف أن الحطيئة هو راوية أبية زهير وآل زهير، وقال له: يا كعب قد علمت روايتي لكم وانقطاعي إليكم، وقد ذهب فحول الشعراء ولم يبق غيري وغيرك فلو قلت شعراً تذكر فيه نفسك، وتضعني موضعاً بعدك، فإن الناس لأشعاركم أروى، وإليها أسرع، فاستجاب له كعب بن زهير وأنشد: فمن للقوافي شانها من يحوكها إذا ما ثوى كعب وفوّز جرول يقول فلا يعيا بشيء يقوله ومن قائليها من يسيء ويعجل كفيتك لا تلقى من الناس واحداً تَنَحّل منها مثل ما يتنحل يثقفها حتى تلين متونها فيقصر عنها كل ما يتمثل * وإن من أشهر قصائد كعب بن زهير (لاميته) التي مدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن عفى عنه ونقتطف منها بعض الأبيات: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لا يشتكى قصر منها ولا طول ولن يبلغها إلا عذافرة فيها على الأين إرقال وتبغيل من كل نضاحة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق إذا توقدت الحزان والميل ضخم مقلدها فعم مقيدها في خلقها عن بنات الفحل تفضيل حرف أخوها أبوها من مهجنة وعمها خالها قوداء شمليل غلباء وجناء علكوم مذكرة في دفها سعة قدامها ميل وجلدها من أطوم ما يؤيسه طلح بضاحية المتنين مهزول يمشي القراد عليها ثم يزلقه منها لبان وأقراب زهاليل عيرانة قذفت في اللحم من عرض مرفقها عن بنات الزور مفتول كأن ما فات عينيها ومذبحها من خطمها ومن اللحيين برطيل يسعى الوشاة جنابيها وقولهم إنك يا بن أبي سلمى لمقتول وقال كل خليل كنت آمله لا ألهينك أني عنك مشغول فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم فكل ما قدر الرحمن مفعول كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة القرآن فيه مواعيظ وتفصيل لا تأخذَنّي بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت فـيَّ الأقاويل إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول في عصبة من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا زالوا فما زال أنكاس ولا كشفٌ عند اللقاء ولا ميلٌ معازيلُ شم العرانين أبطال لبوسهم من نسج داود في الهيجا سرابيل لا يفرحون إذا نالت رماحهم قوماً وليسوا مجازيعاً إذا نيلوا لا يقع الطعن إلا في نحورهم ما إن لهم عن حياضِ الموت تهليل * وكامل القصيدة موجود في ديوان الشاعر كعب بن زهير.. وسلامتكم...