27 سبتمبر 2025

تسجيل

عواصف عالمية أيقظت الأمم ونحن غافلون!

12 سبتمبر 2022

كيف يمكن للعرب والمسلمين عموماً أن تبلغ بهم الغفلة تناسي مصير العالم وهم جزء منه، خاصة وقد مضت 8 شهور من سنة 2022 وهي عام مشحون بتعاقب الكوارث (سياسية وعسكرية وبيئية وحضارية)، وضعت كوكبنا على كف عفريت كما رأينا مع المفاعل النووي الأوكراني الذي هدد البشرية بالانفجار عندما كادت القنابل «مجهولة المصدر» أن تدكه على رؤوسنا جميعاً كما وقع في تشرنوبيل من 20 سنة؟ وأمام هذه العواصف العالمية لم نر اجتماعا تخصصه جامعة الدول العربية للتشاور حول تأثير الأحداث على الشرق الأوسط أو التفكير في مواقف متناسقة إزاء ما يحدث، فبينما يشهد العالم حرباً باردة بين الولايات المتحدة وروسيا، بالتزامن مع حرب باردة أخرى مع الصين في عالم لم يعد أحادي القطب، بحسب تحليل لمجلة «ناشيونال إنترست» يحث القيادات في واشنطن وموسكو وبكين على تقييم مساراتها بعناية، واختبار الاستعداد للتحرك في اتجاه آخر. وقالت المجلة: إن الولايات المتحدة وروسيا دخلتا في حرب باردة جديدة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية قبل ثماني سنوات، وعلى عكس الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، لم تكن مدفوعة بالعداء الأيديولوجي، ولم تتكشف في ظل «هرمجدون النووية»، ولم تبتلع النظام الدولي بأكمله، لكنها تشترك في بعض الخصائص المهمة. وعلى غرار فترة الحرب الباردة الأولى لا قدرة على تحمل كل طرف لتصرفات الآخر، وتحميل كل جانب الآخر المسؤولية الكاملة عن انهيار العلاقات، واعتقد كلا الطرفين، أن السبب الأساسي للصراع لم ينشأ من تفاعل مشحون بالتنمر والمؤامرات، ولكن من تصرف الطرف الآخر، وافترض البلدان أن الوضع يمكن أن يتغير فقط مع تحول جذري في طبيعة قيادة الطرف الآخر أو على الأقل إعادة توجيه أساسية لسياسته الخارجية. وعلى مدار السنوات الماضية تم التعامل مع الاتفاقات مثل إزالة الأسلحة الكيماوية السورية أو منع الحوادث الخطيرة خلال العمليات الجوية للبلدين في سوريا، على أنها لمرة واحدة ومجرد معاملات، ولم يتبع أي منهما خطوات صغيرة نحو تحول تراكمي محتمل في مسارهما الحالي، وترى المجلة أن صانعي السياسات على الجانبين الروسي والأمريكي فشلوا في إدراك هذا التغيير النوعي في العلاقة من العقد السابق، عندما لم يكن أي منهما متأكدا تماما ما إذا كان الآخر صديقا أم عدوا، نظرا لتقلبات الصعود والهبوط بعد توسع الناتو الذي غير المعادلة وجعل بوتين يعتقد أن هذه التوسعة تقررت لإضعاف روسيا وأكل أجزاء أخرى من أرضها بداية من أوكرانيا. وفي الحرب الباردة الأمريكية الروسية الجديدة، أزال الجانبان حواجز الحماية، وحصنا قواتهما العسكرية على طول جبهة جديدة في أوروبا الوسطى تمتد من القطب الشمالي إلى البحر الأسود. ورأت المجلة أنه لم يتم استكشاف الإستراتيجيات الخاصة بكيفية عمل اثنتين من أكبر أربع دول مسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري معاً للتخفيف من التهديدات الناجمة عن تغير المناخ، لا سيما في القطب الشمالي. علاوة على ذلك، تلاشى أي أمل في أن تجد موسكو وواشنطن أنه من الأفضل التعاون في التعامل مع التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، بدلا من استغلالها ضد بعضهما البعض. ونشأت الحرب الباردة الجديدة بسبب «انغلاق العقول» في موسكو وواشنطن بطرق ساعدت بشكل كبير في الانزلاق إلى الكارثة الأوكرانية الحالية. وأضافت: «لم يعد أي من الجانبين يحاول جاهدا فهم المخاوف التي تحرك سلوك الطرف الآخر، ولم يعد أي منهما يعتقد أنه من المجدي، كما فعلا بعد حرب العراق عام 2003، استكشاف أين يمكنهما التوفيق بين مصالحهما الأساسية في حالة حرجة، مثل الأزمة الأوكرانية»، وبعد أن كانت إدارة بايدن تسير على نهج «الردع» المقترن بالانفراج، بمعنى محاسبة روسيا عندما تهدد أفعالها مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها، ولكن في الوقت ذاته هناك سعي للتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل الحد من الأسلحة النووية والمناخ، لكنه في 24 فبراير مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا استبدلت هذه الاستراتيجية وعملت الولايات المتحدة على إضعاف وعزل روسيا، وأكد وزير الدفاع لويد أوستن «نريد أن نرى روسيا ضعيفة إلى درجة أنها لا تستطيع القيام بالأشياء التي فعلتها في غزو أوكرانيا»، وقد يستمر هذا التحول في الاستراتيجية طالما بقي بوتين في السلطة، فلن يتم رفع العقوبات، وبعد إلحاق فنلندا والسويد سيعزز «الناتو» دفاعاته، وسيتم استبعاد روسيا حيثما أمكن من المنتديات والمؤسسات الدولية. وتعليق شخصي على تقرير المجلة أقول إن غاية واشنطن اليوم هي كما قال وزير دفاعها «إضعاف موسكو» والالتفات إلى الصين لأن بايدن في عقيدته الجيوستراتيجية الجديدة يعتبر الصين هي المنافس الأوحد والأكبر للغرب، وهي التي ستكون الهدف القادم لحرب تبدأ باردة في تايوان ولا أحد يعلم متى وكيف ستسخن؟.