15 سبتمبر 2025
تسجيلمن واقع الحروب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، يبدو واضحا أن الخطر الحقيقي ليس في الصواريخ والرصاص الذي يتجوّل في سماواتها ويدك أراضيها، وإنما من مشكلة رئيسية نجدها في سوء توظيف الموارد وتلبية الاحتياجات لمستقبل الأجيال بتوفير متطلبات البقاء على قيد الحياة من خلال توفير مصادر مياه مستدامة وعملية.وتشير كثير من الدراسات والتقارير العلمية الى أن حروب العالم المقبلة سيكون قوامها هو الموارد المائية، حتى إن تحويل الهدف من صراعنا مع إسرائيل حول فلسطين والمقدسات إلى المياه التي تسحبها من الأنهار والمياه الجوفية في المناطق العربية، ووفقا لتصنيف معهد الموارد العالمية، فإن 13 دولة شرق أوسطية من بين 33 سوف تعاني شح المياه في العام 2040م، وعلى رأس هذه الدول البحرين والكويت وفلسطين وقطر والإمارات والسعودية وسلطنة عمان ولبنان. ونضيف إلى ذلك ما أكده باحثون أن الشرق الأوسط يعد بالفعل أدنى منطقة تؤمن احتياجاتها المائية على مستوى العالم نظراً للسحوبات الكثيفة من الآبار وتحلية مياه البحر وسوف تواجه تحديات استثنائية في المستقبل القريب، وأشاروا كذلك إلى أن الطلب العالمي على المياه سيرتفع بقوة وسط تزايد معدلات الاستهلاك من المواطنين والمزارع والشركات. ولعل الأمر المقلق في التقرير إشارته الى أنه من غير الواضح بعد كيفية حل الدول هذه الأزمة في الوقت الذي من المتوقع أن تزيد معدلات الجفاف في عدة مناطق بسبب تغيرات المناخ في حين تعاني مناطق أخرى من الفيضانات، وذلك مصدر القلق الحقيقي حتى أن أزمات ومشكلات قائمة حاليا تتواضع أمام هذا الخطر.معظم تلك الدول غير زراعية، وبالتالي فهي ليست بحاجة إلى زراعة إنتاجية استهلاكية، إلا بالقدر البيئي الذي يتحقق معه التوازن الإحيائي، وبالتالي يكون الاتجاه إلى التحلية وشراء المياه من مناطق تتوفر بها من المصادر الطبيعية، أو من خلال التوسع في عملية تحلية مياه البحر وجميعها تقع على منافذ بحرية تمنحها موردا ثمينا لذلك، حتى لا يحدث هدر للمتاح من المياه الجوفية أو مياه الأمطار التي يمكن تجميعها في خزانات وسدود لأغراض الشرب والزراعة الضرورية في المجتمعات المحلية، دون ذلك فإن الحياة تصبح من الصعوبة بحيث يضعف معها الاستقرار والتنمية لأن ذلك مشكلة حقيقية يجب التفكير فيها بصورة استراتيجية منذ الآن حتى لا يحصدنا طوفان الجفاف.