13 سبتمبر 2025
تسجيلفي الأزمة الداخلية العراقية المستعصية والتي تفاعلت فصولها المتداخلة مع تصاعد الإحتجاجات الشعبية والدعوات المتواصلة لمحاربة الفساد المستشري والذي لا تستطيع أي سلطة حكومية عراقية محاربته فضلا عن استئصاله، فإن هنالك أطرافا فاعلة في أروقة النظام العراقي تعمل جديا ووفق خطوات محسوبة بدقة وإستنادا لحسابات وتخطيط منطلق من قيادة الحرس الثوري الإيراني بهدف تمهيد الطريق لإنقضاض ميليشياوي على السلطة فيما لو تطور الوضع الداخلي نحو نهايات قد تهدد الوجود الميليشياوي أو تفرمل النفوذ الإيراني المتزايدة سطوته في عراق اليوم البائس!.الصراع الشرس يبدو واضحا ومتجليا بين أطراف التحالف الطائفي الحاكم، فهنالك أطراف لا ترغب بالدور المتعاظم لقائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني السردار قاسم سليماني في المشهد العراقي، وهو دور إمتعضت منه حتى المرجعية الشيعية التي يقودها السيستاني نفسه! الذي طلب من ولي إيران الفقيه علي خامنئي سحب سليماني من العراق بعد أن أضحى وجوده الدائم فيه مصدر قلق للعديد من الأطراف الداخلية، ومصدرا لإنزعاج قوات التحالف الدولي أيضا، فالرجل صاحب سمعة سيئة في إدارة أعمال الإرهاب الممول إيرانيا في المنطقة، وهو يقود اليوم عمليا وميدانيا ميليشيات عسكرية فاعلة باتت تمارس سطوتها المتزايدة على الشارع العراقي وتدخل في صراع كسر عظم مع قوات الجيش الحكومي العراقية! ، بل إن الوضع وصل لحد قيام كتائب حزب الله التابعة للإرهابي أبو مهدي المهندس التابع قياديا بدوره لقاسم سليماني بالإشتباك مع الجيش العراقي في قلب بغداد وأسر عدد من عناصره وقتل جنديين وجرح آخرين!!، مما يعني عمليا أن صيغة القيادة المشتركة للحشد والجيش لم تعد قائمة فعليا والحوار أضحى حوار الدم، ومع تصاعد الضغوط على قوات الحشد الشعبي بعد إنسحاب العديد من العناصر الشبابية بسبب هوجة طلب اللجوء الأخيرة في دول الغرب وقيام آلاف الشباب العراقي بالسفر جماعيا و الهروب من العراق طلبا للنجاة و التخلص من العسكرتاريا وحملات الموت المجاني التي حولت العراق لمقبرة كبرى ينعق بوم الموت في أرجائه الأربع مما أدى بحكم طبائع الأمور لنزيف بشري حاد إنعكس على مستوى الحشد والتعبئة البشرية وبما شكل فشلا واضحا وكبيرا لإمكانية تكرار تجربة (قوات الباسيج) أو (تعبئة المستضعفين) في الساحة العراقية !! مما يعني الفشل الواضح للتجربة الإيرانية التي يحرص قادة الحرس الثوري الإيراني على إستنساخها في العراق!، متناسين بأن طبيعة المجتمع العراقي تختلف جذريا عن نظيره الإيراني!! ، وبأن درجة الطاعة للمراجع الدينية والسياسية في العراق ليست على نفس الدرجة في إيران أو لبنان!!، فالعراقي متقلب المزاج، وصعب الإنقياد! وهي الخاصية التي يدركها الإيرانيون جيدا و شخصوها منذ زمن بعيد ، لذلك لم ينجحوا أبدا في خلق حالة عراقية شبيهة بتنظيم (حزب الله) اللبناني! حتى حزب الله العراقي لا يمتلك قوة ورسوخ حزب الله اللبناني في الساحة العراقية، ولولا الدعم الإيراني العسكري والمالي الإيراني لبقي أثرا بعد عين!! ففي هروب أو تهريب الشباب العراقي إفشال تام لكل الجهود التعبوية الإيرانية، رغم ما يعنيه ذلك من ضرر مجتمعي على المدى البعيد والقريب في المجتمع العراقي!، وقيادات الحشد من العراقيين التابعين ولائيا لإيران يدركون هذه الحقيقة جيدا ويعملون في سباق مع الزمن من أجل مواجهة المستجدات والتصدي الميداني لأي عملية إصلاح حقيقية في هيكلية الحكومة العراقية وهم يراهنون على فشل حكومة العبادي في الإيفاء بوعده في التطهير والتغيير لكونهم يدركون عدم إمكانية تحقيق أي إنفراج حقيقي، وفي هذه الحالة و أزاء تراجع عمليات التجنيد والتعبئة والخطر الوجودي الذي يتهدد قيادات الحشد الإيرانية فإن البديل الموضوعي هو إعداد الساحة لمشروع السيطرة على السلطة المطلقة من خلال إنقلاب حرسي تحت شعار حماية المصالح الطائفية يقوم فيه قادة الحشد بعزل العبادي وحكومته و تشكيل حكومة أمر واقع تجعل كل أمور الحكومة تدار من قبل قادة الحشد كهادي العامري و جمال جعفر ( أبو مهدي المهندس ).. ومن خلفهم قيادة الحرس الثوري الإيراني التي تدير الصراع في الشرق القديم... كل الظواهر والمؤشرات توحي بأن قادة الحشد يشحذون سكاكينهم للإجهاز على السلطة في العراق وفق سيناريو مفاجئ قد يقلب كل الحسابات الإقليمية!!... لقد بدأ العد التنازلي لذلك..؟