15 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا اندثر المونولوج؟

12 سبتمبر 2014

كان فنا متميزا .. فهو مادة سريعة سهلة شيقة مخففة وساخرة في نفس الوقت .. وكان يحمل مضمونا جيدا .. ويلقي الضوء على مشكلة ما .. قد تكون على الأخص اجتماعية .. إنه فن المونولوج الذي اشتهر به سيد سليمان وإسماعيل ياسين وعقيلة راتب وحسن فائق وحمادة سلطان وثريا حلمي وأحمد غانم وأشهرهم كمونولوجست محمود شكوكو ذاك الفنان الذي تم تصنيع تمثال باسمه ويباع على حس فنه .. لم يتوقف فن المونولوج كأغنية خفيفة سريعة مسلية هادفه ناقدة على الموضوعات الاجتماعية فقط .. بل أيضا تناول موضوعات سياسية ولعب أيام الاستعمار دورا كبيرا ..حتى يوسف بك وهبي حينما بدأ مشواره الفني وأنهى دراسة المسرح في إيطاليا .. ألقى المونولوجات وساهم برؤيته في هذا الفن المتميز وكان يحث الناس على التعاطف من خلال مونولوجاته السريعة في بداية مشواره. نظرة إلى ذلك الفن كنا نجد أن إسماعيل ياسين يطرح المشاكل الاجتماعية في الوقت الذى يقدم فيه عمر الجيزاوي الأوضاع الصعيدية ويلقي الضوء على مشاكلها .. أما ثريا حلمي فقد تخصصت فى السلوكيات وضرورة الالتزام والرقي في التعامل ..وأتذكر أن الفنان الراحل سيد الملاح .. وكان وظيفيا يشغل منصب وكيل وزارة التربية والتعليم حينذاك إلى جانب عطائه الفني قد قال لي يوما إن فن المونولوج ساهم حقا في عديد من القضايا وطرح المشكلات السياسية والاجتماعية والقومية على مراحل العصور ولم يترك ظاهرة إلا وعالجها .. وأضاف أنه " أي المونولوج" قد لعب دورا كبيرا أيام الاستعمار إذ كان أحد أسباب يقظة الشعور الوطني .. إضافه إلى طرح مشكلات اجتماعية كبيرة كثيرة مثلم إدمان المخدارت والعدالة الاجتماعية .. وإنصاف المرأة .. وكان لكل فنان لونه المميز في ذلك وكما نقول دائما المونولوج له رسالته في المجتمع ..للأسف الشديد هذه الأيام قلما تهتم وسائل الإعلام بشكل عام بهذا الفن الذي كاد يندثر.. والذى يبدو أنه فى طريقه إلى الانقراض .. وحتى حمادة سلطان الذي كان معروفا كمنولوجست اتجه في أواخر أيامه إلى إلقاء النكت وابتعد عن المونولوج لعدم وجود من يكتبه .. نظرا لتفضيل كتابه إلى تأليف الأغنية لأنها ذات مكسب مادي أفضل إضافة إلى أن الفضائيات أصبح كل اهتمامها هي الأغنية الراقصة المصورة حتى لو كادت أن تكون بلا مضمون .. حمادة كان يقول : إن المسؤولية تقع بالفعل على أجهزة الإعلام التي شغلتها السياسة وأصبحت الأغنية أسهل لها كي تقدمها .. لكن فن المونولوج فن أصيل يبحث عمن يحبه ..