07 أكتوبر 2025

تسجيل

الحرامي و العبيط ..

12 سبتمبر 2013

في هذا الفيلم.. تكتشف منذ الوهلة الاولى انك امام مباراة تمثيلية بين نجمين هما خالد الصاوي... وخالد صالح.. صالح عبيط .. والصاوي حرامي بلطجي.. الاول مشرد في الشوارع بلا مأوى .. فقد جزءا من عقله بعدما حدثت له ظروف عائلية ادت الى ذلك.. الثاني "الصاوي" بلطجي صاحب سطوة لا يخشى الموت لفرض هيبته امام الناس.. وهو واحد من الذين يعيشون معارك يومية .. وزائر دائم لاقسام الشرطة.. الذي يشاهد الفيلم يكتشف تماما ان تمثيل كل من خالد صالح وخالد الصاوي هو رمانة الميزان في هذا الفيلم .. كذلك دور المكياج و الاكسسوار فقد كانا عنصرين فاعلين في رسم الشخصية فملابس ومظهر العبيط كانت على درجة من الدقة حتى اظهرت فتحي كمجذوب ومتسول حقيقي ليس به لمحة زيف.. وعاش خالد صالح الشخصية تماما حتى حينما تتابع الفيلم  تنسى انك امام ممثل يؤدي دورا. وقد ظهر الصاوي في دوره المرسوم كحامل دوما للسلاح الابيض بهدف وبدون هدف وكما رأينا الشخصية في اكثر من عمل من قبل.. نفس المواصفات ..  والسيناريو في "الحرامي و العبيط" تمت كتابته بحرفية شديدة فنحن امام احداث متصاعدة.. خاصة منذ النزاع الطفيف الذي نشأ بين "صلاح و فتحي" في البداية واستمر ينمو وينمو الى ان تحول الى استياء ثم عودة الى الازمة باحتيال صلاح لـ فتحي وحصوله على احدى عينيه ويكون ذلك البداية حتى انه يستمر في طلب اعضاء اخرى من جسده وهكذا ويكشف الفيلم من خلال احداثه عن جزء من المجتمع في مصر وعصابات تجارة الاعضاء البشرية في بعض الدول النامية... ولا نستطيع ان نغفل دور الكاتب احمد عبدالله الذي سبق وان كتب اكثر من فيلم متميز يحمل ابداعه الخاص مثلما قدم "كباريه " ".. الحارة "،" نص ساعة" .. هاهو يستكمل مشوار الواقعية والكتابة عن  المهمشين والبسطاء في المجتمع .. والقى بظلاله على حياتهم وعلى الرغم من ان مخرج الفيلم محمد مصطفى اجتهد في ابراز الشخصيات التي كتبها بشكل جيد المؤلف .. الا اننا نلاحظ بطئا وملل في النصف الاول من الفيلم ربما كان ذلك بسبب كثرة تناول الفلاش باك.. وفي النهاية لا بد من توجيه التحية لابطال العمل خالد صالح.. خالد الصاوي.. روبي.. مجدي بدر وعايدة عبد العزيز .. ومدير التصوير السينمائي سامح سليم الذي لعب جيدا بالاضاءة وقدم لنا كادرات متميزة.