11 سبتمبر 2025
تسجيلهذه الجملة قالتها أطراف عديدة في مناسبات كثيرة منذ تسعة أشهر عن الدور القطري المتميز في إحلال السلام ولو جاءت التعابير عن نفس المعنى باختلافات جزئية لكنها تشكل موقفا موحدا من منزلة دولة قطر في صناعة الأمن في المنطقة وفي العالم فقد قالها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ورددها وزير خارجية الولايات المتحدة السيد بلينكن وقالها أيضا زعماء المقاومة المشروعة في غزة وفلسطين كما قالها السيد بوتين الرئيس الروسي وكذلك الرئيس الصيني وآخر من ذكر بهذه الحقائق كان الرئيس البولندي أثناء الزيارة الرسمية الناجحة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله حيث شدد صاحب السمو على مساعي بلاده لوقف الحرب المتواصلة على غزة للشهر التاسع على التوالي مشيرا إلى أن الوضع في القطاع المحاصر «مأساوي». وقال سموه خلال لقائه مع الرئيس البولندي (أندجي دودا) في العاصمة وارسو إن «قطر تسعى لوقف الحرب على غزة من خلال إيجاد حل ووقف القتال وتحرير المحتجزين من الجانبين وأضاف سموه أن «الوضع (الإنساني) في قطاع غزة مأساوي وصعب جدا، ونحتاج إلى جهد العالم لوقف هذه الحرب»، موضحا أن «منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف صعبة جدا». ثم جاء انضمام قطر الى أكبر منظمة عالمية وهي منظمة شنغهاي الي عقدت أخيرا مؤتمر قمتها فكان الترحيب بصاحب السمو وبقطر حليفا متميزا لأكبر الدول التي أنشأت شنغهاي وأبرزها الصين وروسيا ودول تعتبر نمورا اقتصادية وإستراتيجية فاعلة وهو المعنى الذي أكده سفير قطر السابق في فرنسا والمدير السابق لإدارة الشؤون الآسيوية عبد الرحمن بن محمد الخليفي حيث قال: ان قمة شنغهاي تعتبر حدثا دوليا بارزا يجمع قادة وممثلي الدول الأعضاء لبحث وتنسيق الجهود المشتركة في مجالات عدة تحت شعار تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المستدامة وتطوير دور المنظمة كمنصة رئيسية للتعاون المثمر بين دولها الأعضاء وقال الخليفي في حديث للجزيرة نت: إن قطر ستكون عنصرا مهما في القمة وفي الوقت ذاته ستمنح مزايا عديدة أهمها أن المنظمة تستعد لتطوير نطاق تأثيرها وتعزيز قدراتها في مواجهة الأزمات إضافة للاستفادة الاقتصادية الكبيرة من هذا التجمع الكبير وهو ما يجعل العالم يترقب ما ستثمره هذه القمة من قرارات وإجراءات تساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة بالمنطقة وتقديم نموذج فعال للتعاون الدولي في وجه التحديات العالمية المتزايدة.وأكد سفير قطر السابق في فرنسا أن قطر ستستفيد من قوة المنظمة في رؤيتها للتغير المناخي والأمن الغذائي وأمن الطاقة ومكافحة الإرهاب والتهديدات السيبرانية إذ تتطلع الدول المنضمة للمنظمة إلى أن تكون قمة أستانا 2024 نقطة تحول في مسيرة منظمة شنغهاي للتعاون تسهم في تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء ومنهم قطر وتقديم حلول فعالة للتحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية. ويرى المدير السابق لإدارة الشؤون الآسيوية أن أهمية انضمام قطر للمنظمة يأتي ضمن أهدافها في توسيع علاقتها مع روسيا والصين وآسيا من جانب والاتحاد الأوروبي من جانب آخر وهو ما يحقق مصالح الجميع لأن الدبلوماسية القطرية لا تنضم للاستقطابات أو المحاور العالمية إذ حظيت سياستها الخارجية الاستباقية وجهودها المتميزة في مجال الوساطة بإشادة دولية لدعمها عمليات السلام في السودان والصومال وأفغانستان وفلسطين، مما يدل على التزامها بالمصالحة ومنع الصراعات الإقليمية والعالمية وهنا من واجبي أن أثني على افتتاحية (الشرق) الغراء لأنها في تقييمي بالغة التعبير عن حقيقة الموقف القطري تجاه قضيتنا المركزية وسبل دعمها دبلوماسيا وسياسيا وماليا دون انحياز هذا الموقف لجانب من جوانب الصراع المعقد أو التخلي عن مبادئ صاحب السمو الأمير حفظه الله في تمسكه بالشرعية الدولية وتطبيق مقاصد منظمة الأمم المتحدة في الاعتراف بعدالة حقوق الشعب الفلسطيني وأولها حقه الأساسي في تحرير أرضه من الاحتلال الذي يشكل بداية الانحراف والقتل والبهتان. ومما جاء في الافتتاحية قولها إن قطر لن تـدخـر جـهـدًا فـي مـسـانـدة الـشـعـب الفلسطيني الـشـقـيـق وتــواصــل تـقـديـم الـدعـم الـكـامـل لـه والجميع يدرك الـظـروف الانـسـانـيـة الـصـعـبـة الـتـي يـتـعـرض لـهـا وتـقـوم الــدوحــة إلـى جـانـب دورهــا الانـسـانـي الـكـبـيـر بــدور حـيـوي ورئـيـسـي في إطار الوساطة المشتركة لوقف الحرب. وتواصل الدبلوماسية الـقـطـريـة جـهـودهـا واتـصـالاتـهـا المـكـثـفـة مـع كـافـة الـشـركـاء الاقليميين والـدولـيين مـن أجـل الـتـهـدئـة وإنـهـاء الـحـرب ورفـع المعـانـاة عـن المدنيين وإطلاق ســراح الأســـرى بـهـدف حقن الدماء وتجنيب المنطقة الانـزلاق في دائـرة عنف أوسـع تدفع ثمنها شعوب المنطقة التي أنهكتها الحروب والصراعات. كما تدعو دولة قطر إلى مشاركة المجتمع الدولي في حث الطرفين الاسـرائـيـلـي والـفـلـسـطـيـنـي لـقـبـول خـطـة بـايـدن الـتـي تحظى بتأييد دولي لانهاء الحرب وإنهاء الصراع من خلال حل دائم وشامل ومستدام وعادل للقضية الفلسطينية. يـعـد الـدعـم الـقـطـري للقضية الفلسطينية سـيـاسـة راسـخـة ومـوقـفـا ثـابـتـا ومـبـدئـيـا لـصـمـود الـشـعـب الفلسطيني ونيل حـقـوقـه المـشـروعـة. وهي حقيقة اعترف بها نائب وزير الخارجية التركي حين صرح في الدوحة منذ أسبوع قائلا إنه كما تعلمون، منذ بداية الأزمــة، اضطلعت تركيا وقــطــر بــجــزء كـبـيـر مــن المـســاعــدات الــتــي قـدمـتـهـا الـدولـتـان إلـى غـزة. وتشكل سفينة اللطف التركية وهي تحمل 1950 طنا من المعونات الانـسـانـيـة الـتـي تـم تنظيمها بـالـتـعـاون مـع (منظمة آفــاد) وصندوق قطر للتنمية نتيجة مـلـمـوسـة لـلـتـعـاون بين البلدين.