16 سبتمبر 2025

تسجيل

لمسة سحرية.. خيااال

12 يوليو 2020

يعتقد البعض أن العلاقات الأسرية تختلف باختلاف الزمن أو تتبدل مع الأيام، الحقيقة أن الحاجات العاطفية لكلا الزوجين ثابتة حتى وإن مرت بأوقات فتور مؤقتة، هناك أساسيات تعتبر مثل الوقود الروحي في تعامل الزوجين معاً، قد يغفلها أي منهما لاعتقاده أن الحب بالقلب أو أننا "كبرنا على هالسوالف"، أو أن الطرف الآخر لا يقوم بالمثل.. والأدهى والأمر من يعتقد أن تبادل الحب وإطلاق المشاعر في سن متقدمة " فشلة". يسعد الرجل عندما يعود إلى البيت ويرى ابتسامة زوجته وهي تقبله وتربت على كتفه قائلة: قواك الله يا أسد البيت، هذه الكلمة تعمل على إفراز هرمون (السيروتونين) لديه فيشعر بسعادة غير منتهية، ناهيك عن تلك الأصابع التي تربت على كتفه فتشعره بأنه طفل كبير يحتاج إلى الحنان المستمر. وفي المقابل تسعد المرأة التي يتصل بها زوجها ويُسمعها كلمات الحب والغرام مما يجعلها فرحة، وحتى أن بعضهن تقبل الموبايل من كثر الفرحة، فشقاوة المراهقة مطلوبة باستمرار بين الزوجين مهما مد بهما العمر، لأن الشفرة الخفية بينهما هي التي تزود كليهما بروح العطاء والتجدد المستمر.. نصيحة: استمرا بالشقاوة فهي تجعل خط الزمن يقف مهما تقدم بكما العمر. عندما يمر الزوج بإحدى الغرف ويرى زوجته عليه ألا يجعل مثل هذا الموقف يمر، بل لابد أن يمدح وجهها وملابسها وطريقة جلستها وحتى فنجان القهوة من يدها الذي يعتبر غير، هذه الأمور بالرغم من بساطتها فإن مفعولها وأثرها هو ضرب من الخيال، وقد يكون مفعولها إذا استمرت أفضل من هدية ثمينة تحفظ بالخزانة وتستعمل مرات قليلة في السنة، المطلوب هو صريح اللفظ بالحب. استوقفتني سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يشرب من نفس إناء زوجاته، وهو يحنو كذلك عليهن ويلاعبهن، كما أتذكر الآن قول الشاعر: إن النساء كأشجار نبتن معا منها المرار وبعض المر مأكول. فهي حتى في قساوتها فإنه يعتبر ذلك عسلا على قلبه. لماذا فقط كليوباترا ومارك توني هما الزوجان العاشقان؟ لماذا روميو وجولييت هما المثل في الحب؟ في حين يكون الوضع عندنا الرجل الذي لا يبوح بما في داخله من مشاعر، في الحقيقة إن مشاعر الرجل الخليجي موجودة أكثر من مشاعر قيس في حبه لليلى وأعظم من مشاعر "شاه" في حبه لـــ "ممتاز" إلا أن العملية تحتاج إلى دفعة بسيطة من كلا الطرفين. احذر أن تبخل على زوجتك بلمسة سحرية غير مسببة، فقط لأنك زوجها وتريد أن تلمس شعرها، هذه اللمسة هي الميثاق الذي تنتظر تجديده الزوجة في كل مرة تراك فيها وهي تقول في نفسها: يا رب يلمس شعري ويربت على كتفي، هذه اللمسة هي رمز لاستمرار الحب كما ذكر (بلومر) في نظرية التفاعل الرمزي. شاهدت في أحد المسلسلات الخليجية التي تعرض حالياً كيف تقسو الزوجة في ألفاظها على زوجها وحتى نبرتها تكون أكثر ميلا للرجولية، انصدمت من ذلك السيناريو وتمتمت في نفسي: يارب يكون هذا بس بالإعلام وما يكون على أرض الواقع. إن إشاعة جو الحب في البيت بشكل صريح وواضح تسهم في تنشئة الأبناء نشأة سوية بدلا من الصراخ والشجار، كما أن التعلم بالمواقف يجعل الأبناء يمارسون عبارات الحب مع أمهم وأبيهم وسينقلونها إلى بيوتهم المستقلة عندما يكبرون. العبها صح: الفعل يؤدي إلى أثر إيجابي، وكذلك يؤدي إلى تربية غير مباشرة، ويسهم في نجاح بيت الزوجية للأبناء لاحقا.. يعني ثلاثة في واحد. والأهم من هذا وذاك يكتسب الزوجان الأجر ويأخذان مثوبة الصدقة في التبسم والكلمات الحسنة المتبادلة بينهما. باختصار: لا تتردد في البوح بمشاعرك واجعلها روتيناً يومياً ثابتاً، وليس فقط في المناسبات النادرة كذكرى الزواج أو الأعياد أو الرجوع من السفر. ولا أعتقد أن أحداً يجهل عبارات الحب أو حركات المراهقة أو حتى أن يكشف عن أسنانه في ابتسامة حانية. آخر المطاف: كلا الزوجين يتقن اللمسة السحرية غير المكلفة، فلا تنتظر إلى يوم الفراق فتمارسها.. دمتم بود. [email protected]