31 أكتوبر 2025
تسجيلتسعة شبان كانوا يستمتعون بمتابعة نصف نهائي المونديال بين هولندا والأرجنتين. في لحظة كانوا يهتفون بحماس مندمجين بالمتابعة، وفي اللحظة التي تليها كانوا شهداء جراء قصف غادر من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في لحظة كان كل ما يفكرون فيه هو من سيسجل أولا ومن سيفوز في اللقاء المثير، وقد تناسوا للحظات ما يمرون به من عناء وشقاء، وفي اللحظة التي تليها كانت دماؤهم الطاهرة تروي تراب فلسطين الذي يرتوي كل يوم بدماء الشهداء.هذا هو ما حدث قبل يومين في ساحل قطاع غزة، بعد أن اختار مجموعة من الشباب الذهاب إلى هناك من أجل متابعة المباراة هربا من القصف العشوائي للاحتلال لغزة، فإذا بالقدر يلحق بهم ليصل قصف الاحتلال الغاشم بهم، ويتحول المقهى، حيث كانوا يتابعون المباراة، إلى ركام اختلط بأشلاء الشهداء، شهداء لم يكن لهم ذنب سوى أنهم محبون للكرة، وأرادوا متابعة اللقاء المثير في مأمن عن الهجوم، ولكن أي مأمن وأمان فيك يا فلسطين وأنت ترزحين تحت يد عدو هو والغدر وجهان لعملة واحدة.عذرا فقد كنت أرغب في الكتابة عن مباراة تحديد المركز الثالث في المونديال اليوم، أو عن ميسي أو روبن، ولكن يعلم الله وحده أي غصة يشعر بها المرء عندما يسمع ويشاهد حدوث هذه المآسي لإخواننا ولا يوجد بيده شيء يفعله، سوى البوح بما يجول في خاطره في هذه الزاوية، ننعى إخوانا لنا حالهم حالنا خلال مباريات المونديال من ناحية المتابعة، ولكن مع فارق بسيط، أننا مع نهاية المباراة يشغلنا التساؤل عن وجبة السحور، بينما هم يكفنون في ثيابهم قبل حتى أن تنتهي المباراة، وإذ نحتسبهم عند الله سبحانه وتعالى شهداء في هذا الشهر الكريم.وكالمعتاد، سيمر هذا العدوان الغاشم مرور الكرام، ولن يتوقف العالم كثيرا عند القصف الذي تعاني منه غزة، والمعاناة التي يعيشها أهلها في شهر رمضان المبارك، وكالمعتاد سوف يكون هناك من يشجب ويستنكر ويندد، ولكن هل يكفي ذلك يا ترى!!!عذرا فلسطين فنحن لم ننسك، ولكن ما باليد حيلة لأننا بالفعل نعيش هوانا ما بعده هوان، فبؤسا لهذا العيش وهذا الزمان.