16 سبتمبر 2025

تسجيل

العراق و الصعود للهاوية...؟

12 يوليو 2014

لم تزل الكثير من الخبايا والأسرار حول ما حدث يوم العاشر من يونيو عام2014 مغلفة بجدران سميكة من الصمت والسرية، فهزيمة وطنية وكارثية كبرى من حجم ما حصل في مدينة الموصل وعموم محافظة نينوى وصولا لتكريت وتلعفر وكركوك وحتى أبواب بغداد الشمالية والغربية والجنوبية تحتاج لتوثيق ودراسة وبشكل مكثف! لتحديد المسؤول الحقيقي عن ما حصل! وتلك عملية ليست صعبة، رغم أن رئيس الحكومة المهزوم والمنتهية صلاحيته نوري المالكي قد أتهم العديد من الأطراف والشركاء ووعد بكشف الأسرار إلا أنه لم يلتفت حوله ولن يكشف شيئا، ولن يضيء أبداً معالم الطريق العراقي المظلم وهو يتخبط في نفق أمراض العشائرية والطائفية الرثة، لقد صمتت القيادة العسكرية العراقية عن تبرير أسباب الهزيمة والتراجع وتسليم أطنان السلاح وارتداء الدشاديش! ومن ثم طلب العون والنجدة من الميليشيات والعصابات الطائفية، وكان جيش السلطة وهو ينسحب بطريقة الهروب الفوضوي يستحق فعلا أن تهدى له أغنية الفنانة المعتزلة الحاجة شادية والتي تقول: (قولوا لعين الشمس ما تحماشي.. أصل جيش المالكي راجع ماشي)!!، لقد كانت هزيمة فضائحية وموجعة ومخزية تطير من أجلها الرؤوس وتتنحى حكومات وتتزعزع أنظمة، إلا أنه لا شيء قد تغير في المنظومة السلطوية العراقية، ولم يزل العجز هو سيد الموقف، إذ أن البرلمان الجديد وكان معولا عليه إنجاز الكثير قد فشل منذ الوهلة الأولى وتأجلت جلساته لفترات ومواعيد قلقة تهبر عن حالة الانهيار الكبير في مؤسسات الدولة، في ظل انهيار فظيع للعملية السياسية وفشل كامل للبرلمان ولكل الهيئات والمنظومة العاجزة القائمة التي تسيرها أحزاب طائفية مريضة وكسيحة ومرتبطة بمرجعيتها الإيرانية مما جعلها أحزابا مخزية في عجزها وتخلفها وسقمها ورداءتها، البرلمان الحالي يشكل وضعه الدستوري والوجودي كارثة حقيقية لكونه يعيش خارج الزمن العراقي بعد أن تدفق جنود الولي الإيراني الفقيه وباتوا يضربون قنابلهم وصواريخهم على رؤوس العراقيين من المدنيين بينما البرلمانيين في حالة إنشغال في تحديد سلم الرواتب والامتيازات ومخصصات الحماية وبقية الملفات التافهة؟ فهل احتج برلمانيو العراق على ما يحدث؟ وهل يستحق البرلمان كل هذه التكاليف والمصاريف وقد فشل حتى في عقد جلسة يتيمة بعد الاختلاف المخجل حول توزيع المناصب والحصص في غنيمة السلطة المتهاوية! وبما شكل خرقا فاضحا للدستور العراقي نفسه!، لقد أفرزت وقائع ما بعد الهزيمة حقيقة النظام الهش والتعبان القائم في العراق، فالقائد العام المهزوم وهو يتخبط في أوحال هزائمه المريرة يرفض الاعتراف بالهزيمة والتنحي رغم الأجراس الفضائحية المجلجلة لتلك الهزيمة!