15 سبتمبر 2025

تسجيل

الضغوط النفسية وحلُّها في الإسلام

12 يونيو 2017

الضغوط النفسية هي الحالة التي تعمل على نشر التوتر أو الغضب أو القلق أو الإحباط أو قلة التحمل أو الانزعاج أو الإحساس بالاختناق أو انخفاض العزم نتيجة بعض العوامل الخارجية الناتجة من المجتمع وأفراده.وهذه الضغوط كثيرة نابعة من المجتمع نفسه كمنظومة أو من أفراده، كصعوبة المعيشة في بعض المجتمعات بسبب قلة المنتجات أو ارتفاع سعرها، والضغط الناتج عن امتحانات الطلاب وشعورهم بأنهم متوترون، والضغط الناتج عن العمل وإحساسك بمراقبة المدير لك، والضغط الناتج عن أسرتك أو أصدقائك أو زوجتك بسبب طلباتهم المستمرة، وقد يرافق هذه الطلبات استخفاف بقدراتك أو تقليل من شأنك، فكل هذا يسبب الكثير من الضغط على الشخص، ونحن هنا بصدد المحاولة لإيجاد حل يخفف عنك بعض هذه الضغوط.ربما على كل فرد منا أن يكون مصرًّا على تحقيق هدفه، مع إيمانه بأن قدراته تستطيع تحقيق ذلك الهدف، وذلك مثل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد سعى لنشر دعوة الإسلام وتمسَّك بذلك الهدف مقابل التنكيل والتعذيب والسخرية التي كان يقابلها من مشركي مكة، وقد حقق انتصارات ضئيلة بدخول بعض المشركين في الدين، مما أكد له أنه يستطيع تحقيق ذلك الهدف كاملًا على المدى البعيد، فانتقل إلى الطائف فكان التنكيل أكبر وأقسى، ولكنه أثار الأمر في أذهان أهل الطائف وجعلهم يفكرون في أمر دعوته، وهذا نجاح في حد ذاته، فمهما كان نجاحك يسيرا فهو خطوة جيدة، ولكن من المهم أن تصرَّ على تكملة تلك الخطوة وألا تقف أمامها منسحبًا، لهذا رأينا الرسول عليه الصلاة والسلام ينتقل إلى المدينة، وهنا بدأت الطفرة العظيمة والتقدم الهائل في أمر الدعوة، فقد انتقلت من مكان إلى آخر، وكان ذلك المكان أكثر خصوبة وأكثر استقبالا لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام، فعليك أن تبحث دائمًا عن مكان ملائم يتقبَّل هدفك، ولا تتمسك بمكان معين أو أشخاص بعينهم، وأن عليك تحقيق هدفك مع هؤلاء الناس فقط، بل حاول أن تكون مَرنًا مع هدفك وأشعر نفسك بأنك تنجح بمجرد إعلام الناس بفكرتك العبقرية، نعم عليك أن تؤمن أن فكرتك عبقرية وعلى الناس أن يستمعوا لها، ومن هنا ينبع الحافز القوي الذي يطوِّر من تلك الفكرة حتى تختلف باختلاف من تُعرَض عليهم تلك الفكرة، فأنت في حاجة دائمة إلى تطوير فكرتك وطريقة عرضك لها، وهذا لن يحدث إلا بمقابلة بعض المحاولات لا نقول الفاشلة، ولكن التي لم تحقق النسبة التي كنت تتأملها، فجميع محاولاتنا تحقق نجاحًا وستجد من يستمع لك بأذن صاغية، وهذا نجاح باهر أن تجذب الناس للاستماع لفكرتك.وبالمداومة على العمل المستمر والتطوير من فكرتك والتطوير من طريقة عرضها ستنجح يومًا ما، كما أن عليك مخالطة هؤلاء الذين يشجعونك باستمرار فهم بمثابة طاقة تَستمِد منها القدرة على الاستمرار، لهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحكي للسيدة خديجة ما حدث معه من شأن الدعوة، والتي وقفت بجانبه وقالت له: لن يضيعك الله، وأخذت تذكر مُحفِّزات له تبيِّن له أنه صلب وقوي ويستحق هذا الهدف العظيم، لا تنسى أن تبحث دائمًا عن هدفك وتسعى بجدية لتحقيقه لأن هدفك يستحق ذلك، وأنت عبقري تستحق الهدف العظيم.فلنجعل من رمضان محفِّزًا جديدًا على جميع نواحي حياتنا في الطاعات والعمل والابتكارات والتأليف والرياضة وحب ما تفعل بشدة وتحقيقه مهما كلفك الأمر.