المسرحية الهزلية

قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (6) ( سورة الحجرات)تبدأ المسرحية بوصول معلومات كاذبة من قرصنة على وكالة الأنباء القطرية وتلك المعلومات ليست بالخطيرة ولا تضر بمصالح احد وان كان هناك بها شيء من التأثير فلعله يقع على إحدى الدول العظمى أكثر من غيرها علما بأنها معلومات خاطئة وغير صحيحة..ومع ذلك قامت دولة قطر وكشفت لكل العالم وجود تلك القرصنة وأذاعت الخبر الحقيقي..وقارنته مع الخبر الكاذب، وتوقعنا أن يصلنا اعتذار عن سوء الفهم الذي اتخذه البعض منهم..ولكنها المكابرة والتجني واستعراض العضلات المنفوخة بأبر صناعية..نفاجأ في بداية الفصل الأول من المسرحية بحملة إعلامية كاذبة ومضللة مليئة بالأخطاء العلمية والمعنوية تنم عن مستوى متدن من التفكير الطفولي..لم اتوقع بأن لا يستطيع أولئك بما لديهم من مخرجين عمالقة أن تكون البداية لديهم بهذا الضعف وبشكل غير متجانس أبدا ولم يقنع الجمهور ولم يقنعهم هم انفسهم..وتستمر المكابرة والجماهير تضحك على هذا الفصل الهزلي في كل شيء..لتأتي الطامة الكبرى في الفصل الثاني بقطعهم للعلاقات بشكل كامل مع دولة قطر ولحق بهم أتباعهم وذيولهم ومن ليس لديهم مبادئ وكرامة ممن استطاعوا أن يضعوا المعلقة في أفواههم..طبعا كما في الفصل الأول المخرج لم يكن يعي ما هو المطلوب وما هي ردود الأفعال التي يمكن ان تتسبب في ذلك خاصة وانها بدون اسباب ولا ادلة مقنعة..ولم يكن هناك استناد الى مواثيق مجلس التعاون الخليجي ولا الجامعة العربية ولا هيئة الأمم المتحدة ولا غيرها من المنظمات والهيئات الدولية والحقوقية لمثل ذلك القرار الظالم بقطع العلاقات..!!.ازداد الجمهور ضحكا واستهزاء على ما يحدث، واستغربوا كيف تتم المقاطعة بين الأشقاء الذين بينهم صلة رحم وفي شهر رمضان دون سابق انذار وبشكل فجائي ويحرمون المرضى والأطفال من ذويهم ويثيرون الفتن ويهينون القطريين المتواجدين لديهم دون أي سبب في سابقة غريبة تحصل لأول مرة التاريخ الحديث..أكثر من ذلك يطردون ضيوف الرحمن ويعطلون المناسك ويغلقون كل المنافذ حتى لعودتهم..ويحرمونهم من الحصول على مصاريف خاصة بحساباتهم لديهم وحتى الحيوانات لم تسلم من عقوباتهم وغير ذلك من التخبط واللامبالاة والاخراج والسيناريو الضعيف المتذبذب..وينسى المخرج بما بدأ به الفصل الأول وهو حصوله على خبر كاذب يصدقه ويريد ان يجعلنا أن ننزل الى مستوى تفكيره كي نصدقه، فقد قام بتغيير البداية وجعل السبب الرئيسي ودون دليل بأن دولة قطر تدعم من يقاوم لتحرير فلسطين وهو المطلب الذي عشنا حياتنا ومن سبقنا من الملوك والأمراء نطالب به ولا نقول إلا رحمة الله على الملك فيصل فهو من أكثر من طالب بتحرير فلسطين.. ثم يأتي مؤلف المسرحية بعكس ما طالب به وتمناه الملك فيصل..في الفصل الثالث وضعوا لائحة يقولون انها ارهابية لمنظمات خيرية مسجلة بالأمم المتحدة واشخاص غالبيتهم غير موجودين في دولة قطر..في هذه الأثناء لم أتمالك نفسي وعلى الرغم من أن المسرحية مستمرة..إلا أنني ابتعد عن تلك المسرحية التي تحمل الكثير من السخافات التافهة والهزلية ومليئة بالظلم والتجني على عباد الله دون وجة حق..!!.