10 سبتمبر 2025

تسجيل

تحدي الاحتلال في معقله

12 يونيو 2016

"لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة ومعاكس له في الاتجاه".. هذا هو القانون الفيزيائي الذي لا يمكن تطبيقه على الحالة الإنسانية أيضا، فالإرهاب الناجم عن الاحتلال الإسرائيلي لابد وأن يستدعي ردا فلسطينيا عنيفا، وهذا ما جرى في عاصمة الكيان الإسرائيلي "تل أبيب" عندما اخترق شابان في مقتبل العمر كل أجهزة الرقابة الإسرائيلية في عاصمة هذا الكيان ونفذا عملية قتلا خلالها 4 إسرائيليين. فهذه العملية هي رد طبيعي على الإجرام الذي ينفذه الاحتلال الإسرائيلي وقواته ضد الشعب الفلسطيني، وضد عمليات الاغتيال والقتل بدم بارد للفلسطينيين، الذي يتم قتلهم على الحواجز وتركهم على الأرض ينزفون حتى الموت.لا حدود للإجرام والإرهاب الإسرائيلي عندما يقتل الشباب والفتيات الفلسطينيات وضرب جثث الشهداء بالأحذية، خاصة تلك الصور الفظيعة لمجموعة من الإرهابيين الإسرائيليين الذين يشتمون فلسطينيا بعد أن أطلقوا عليه النار ويقولون "موت يا ابن الشـ......"، أو جريمة سكب البنزبن في فم طفل فلسطيني ثم إشعال النار به، أو جريمة إحراق عائلة فلسطينية بأكلمها وهي نائمة في بيتها.يضاف إليها الجريمة الكبرى والإرهاب الأكبر بفرض حصار خانق على مليوني فلسطيني في قطاع غزة، لقتلهم جوعا وعطشا ومرضا، في واحدة من أكبر عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث. وإذا كان "الاحتلال هو الإرهاب" فإن هذا الاحتلال البغيض لفلسطين يجر الويلات على الإسرائيليين، رغم اختلال موازين القوة، فالاحتلال انتهاك لحقوق الإنسان، وهو اعتداء على حق الفلسطينيين بالحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.الشعب الفلسطيني ليس مجموعة من "الهنود الحمر"، فهذا الشعب الذي قاوم الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية وكل المشاريع الاستعمارية لا يزال مستمرا في الجهاد والنضال والقتال من أجل حريته وتحرير وطنه، وهو حق طبيعي لا ينازعه فيه أحد، وهذا الشعب الذي قدم قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، مستمر في التعبير عن وجوده بقوة السلاح، بعد أن جرب المفاوضات والمساومات والنقاشات والمؤاتمرات، ولم تسفر هذه كلها إلا عن مزيد من المعاناة والتشرد.عملية تل أبيب التي نفذها اثنان من شباب مدينة يطا القريبة من الخليل تعبيرا عن التحدي الفلسطيني، وتعبيرا عن قدرة الفلسطيني على إلحاق الضرر بالإسرائيلي أيضا في عقر بؤرته ومعقله وقلعته الحصينة، فهذان الشابان كسرا منظومة الأمن الإسرائيلية، وحطما هيبة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عندما ضربا قبالة مقري الجيش ووزراة الحرب الإسرائيلية التي يقودها "أفيغدور ليبرمان"، أحد أكبر الإرهابيين والمتطرفين الإسرائيليين، وهي تعبير عن الرهان الخاسر للإسرائيليين وحلفائهم على انحسار الانتفاضة الفلسطينية، فهذا الهجوم يعبر عن إصرار الفلسطيني على القتال حتى النهاية من أجل نيل حقوقه المشروعة، ونقلة نوعية تؤشر على قدرة الفلسطيني على الاقتراب من أهم هدف عسكري إسرائيلي محصن يقبع فيه المتطرف ليبرمان الذي هدد بإبادة الفلسطينيين وكسر رؤوسهم.رسالة الشابين، أبناء العم، "محمد أحمد موسى مخامرة وخالد محمد موسى مخامرة"، الذي يبلغ كل واحد منهما 21 عاما، وصلت بقوة لوزير الحرب الإسرائيلي الإرهابي ليبرمان، وإعلان أنه مهما فعل الاحتلال الإسرائيلي فإن جذوة الثورة الفلسطينية لن تخبو أبدا، وسيستمر الشعب الفلسطيني بالجهاد والنضال والقتال من أجل تحرير فلسطين من دنس الاحتلال وغطرسته وجرائمه.عملية تل أبيب رد فعل واضح بأدوات بسيطة، على الصلف الإسرائيلي وعلى جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني منذ 67 عاما. وإعلان قوي لكذب ادعاء الاحتلال أن الانتفاضة الفلسطينية "ماتت"، فالجيل الجديد الذي ولد في ظل "اتفاقيات أوسلو" يظهر إصرارا لا محدودا لتحرير فلسطين من سابقه، وهذا الجيل الشاب الفلسطيني يتقدم ولا يتراجع إلى الوراء أبدا، رغم السلطة التي تخدم الاحتلال ورغم نهج أبومازن وقيادة سلطة رام الله الفاشل والمدمر للشعب الفلسطيني، وإعلان أن سياسة التنسيق الأمني لا تخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي فقط.