14 سبتمبر 2025
تسجيلأتعتقدون أن يوما للفانيلة والسروال سيأتي لينافس يوم البيجاما المتبع في المدارس الخاصة في قطر؟! فهي حقا الملابس الداخلية لرجالنا وهي بيجامتهم، وهما ما يجب أن يلبسهما الأطفال الذكور في يوم البيجاما، وكنت قد تكلمت في مقالة "حفلات المدارس" عن أيام غريبة عنا، ليست منا ولا لنا مثل يوم البيجاما ووعدتكم بالحديث عن ذلك اليوم. يعود معنى البيجاما للغة الفارسية وقد دخلت للغة الإنجليزية عن طريق اللغة الأوردية وكانت تكتب هكذا pāyjāmeh بمعنى سروال واسع، فتحولت لـ pajama وانتشرت كلمة بيجاما بالبريطانية نتيجة للاستعمار البريطاني في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي لجنوب آسيا. وذُكر أن البريطانيين عندما احتلوا الساحل الشرقي لأمريكا وجدوا الهنود يلبسون قميصا وبنطالا واسعا هو أكثر راحة وأخف وزنا فنشروه. "لاحظوا في الروايتين أنهم قد أخذوا لبس البيجاما عن الهنود سواء المسلمين/السيخ بآسيا أو أمريكا" يا ترى هل الفانيلة والسروال أصلهما هندي؟!أما الأمريكان فقد كانوا يرتدون قميصا طويلا حتى 1880؛ لذا استغربوا كلمة بيجاما وأضحكتهم حتى بحثوا عن أصلها، وقد تذكرون لباس نومهم في أفلامهم القديمة! أتدرون أن لوحة نورمان روكل المشهورة لقصة الكريسمس لطفل يرتدي البيجاما دفعت الكثير من الأطفال لارتداء بيجامات الأرنب الوردي في صباح يوم الكريسمس!؟ "آخ بس لو يجربون الفانيله والسروال كان بياخذونهم بيجاما للجنسين." بالرغم من أن يوم البيجاما هو يوم على مستوى المدارس في الغرب إلا أن الأمريكان بدأوا إخراجه للشارع؛ لذا قام المفوض ويليمز في كادوبارش لويزانا في يناير2012م بإصدار مرسوم بمنع لبس البيجاما خارج المنزل، وقد حصل على قانون لمنع البنطلون المترهل تحت الخصر. قال المفوض ويليمز: "إن النسيج الأخلاقي في مجتمعنا في تناقص، فاليوم يلبسون البيجاما وغداً الملابس الداخلية". فهاهم يرتقون فيحاربون ما تقبلون به لأطفالكم بالمدارس وترونه ترفيها! بل إن هناك تهجم كبير من أولياء الأمور الأمريكان ورفض لذهاب أبنائهم بالبيجاما للمدرسة. والمضحك ما وجدته عند البحث في الدول العربية لمدارس تحتفل بيوم البيجاما قيامها بوضع أهداف له بل ورؤية! تحملوا التقليد يا مستقلة. يا أولياء الأمور لا بأس أن نأخذ من الغرب لبس البيجاما ولكن لا تتعدى حدود المنزل. والطفل إن اعتاد أمرا يتكرر عليه سنويا سيتعود على ألا يمر إلا وقد فعله. فاليوم للمدرسة وغدا سيظهر بها للمجتمع وهذا ما فعلوه ويفعلونه الآن في بلادهم. إن كان بعض المصلين يستاؤون من وجود من يلبس ملابس رثة في بيت الله ويستنكرون عليهم أن يأتوا بالجلابية أو بنطال رث مترهل فلم نقبل أن يتعود أبناؤنا ولو ليوم واحد بالسنة الخروج بالبيجاما للمدرسة ثم سيفعلها للمسجد بما أنه ارتاح لها وأعجبته ولم ينكر عليه أحد؟! والبيجاما منها ساتر ومنها كاشف للجسد، ثم من يقول إن في يوم واحد سيتعلم الطفل سلوكيات يتبعها قبل النوم؟! إن كنت تطلب مراراً وتكراراً من طفلك أن يغسل أسنانه قبل النوم فيفعلها تارة ويتركها تارة أخرى فهل من المعقول أن يلتزم بلبس البيجاما من يوم واحد بالسنة؟! وهل البيجاما هي أساسا للبسها قبل النوم؟!! الهدف أكبر مما نظن وتظن؛ لذا كن فاعلا إيجابياً وداعيا تنفع ابنك ومدرسته، قدم لهم كتيبات عما يفعله المسلم قبل النوم من وضوء ووتر وأذكار-استعن بعد الله- بالأوقاف/فنار، واقترح على مدرسته مراراً حتى يحدث الأمر وليجعلوا مسابقة لمن يحفظ الأذكار ويتم تكريم الفائزين، ولا بأس إن كانت المدرسة أجنبية فلابد من وجود عرب مسلمين بها. هكذا تكون قد كسبت أجر كل من يتعلم من الأطفال وقد يهدي الله أحدا من الكادر التعليمي على يديك.همسة فلنعقلها:لندرك جيداً أننا نحن من يشكل هذه المدارس لتناسب ديننا وبيئتنا فهم في بلادنا لا أن نتغير نحن لنناسب بيئتهم ومعتقداتهم وتقاليعهم! ولنع ما يدور حولنا فنقبل ونأخذ منهم ما ينفعنا ونرفض ما سواه، ولنكن بؤرة إيجابية لنفع وطننا عندما نربي أبناءنا جيدا. تخيلوا بس، أن تغزوا الفانيلة والسروال العالم الغربي! ويكون لها يوم بدل يوم البيجاما؟!دمتم بحفظ الله ورعايته