12 سبتمبر 2025
تسجيلقلبي على المسكين الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا المزمن، (كان الله في عونه، وأظن أنه لن يقترب من العرش فأمه الملكة إليزابيث فوق التسعين وما زالت في صحة جيدة وجدته لأمه – الملكة السابقة – ماتت عن أكثر من 101 سنة) فقد كاد أن يروح فيها بعد أن تسلل فيروس الكورونا إلى جهازه التنفسي، وما زال جسمه يناضل لمقاومة الفيروس، وقد قلت مرارا وسأظل أقول للأغبياء الذين يستخفون بالكورونا ويحسبون أنهم محصنون ضدها أو أن الأمر بأكمله أكذوبة: "إذا كان شخص في قامة تشارلز ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يسقطان ضحايا المرض برغم كل ما ينعمان به من رعاية وعدم مخالطتهما لعامة الناس، فهل تضمن أنت أيها الجربوع السلامة من الإصابة؟). بعد أن ظل "ولي عهد" طوال أكثر من ستين سنة بلا شغل أو مشغلة، قرر تشارلز أن يخصص معظم وقته للزراعة وأن يكرس الكثير من الوقت والجهد لحماية البيئة، وبلغ به الهوس بالنباتات أنه يقضي جانبا من كل يوم وهو يتونس مع النباتات في قصوره: هاي..آي لاف يو جاسمين..هالو دافوديل، هاو إز يور مامي (كيف حال أمك يا نرجس؟) ويقول تشارلز وآخرون إن التحدث مع النباتات يساعدها على النمو والفرفشة، وبوصفي مدمنا لقناة ديسكفري العلمية ومواظبا على مشاهدة برنامج متخصص في إثبات ودحض "الأساطير" Myth Busters بإجراء تجارب حول عدد من المزاعم، فقد شهدت تجربة ذبلت خلالها نباتات كانت تتعرض للصراخ والشتائم، بينما أينعت وأزهرت تلك التي كانت تسمع الكلام الحلو (طبعا لأن النباتات "مؤنثة"، والصبايا يغرهن الثناء) كما أن بحثا نشرته الصحف البريطانية مؤخرا، ينبهنا إلى ضرورة انتقاء ألفاظنا بعناية أثناء التحدث مع النباتات، لأن للنبات ذاكرة تساعده على إدراك تحولات الفصول، ونفس الذاكرة تجعله يتذكر مثلا أن ابو الجعافر سبق أن قال أمامها: لازم نقلع الزفت دي لأن دمها تقيل، أو "أوف.. هذه نبتة ريحتها كريهة"، وهكذا فإنها تأخذ في خاطرها وتعاند أبو الجعافر عندما تسمع صوته مرة أخرى وترفض الاستجابة لونسته وترفض بالتالي أن تنمو وتترعرع (والجاهل عدو نفسه!!). وطالما أن الأمر كذلك، فعلى العرب أن يأخذوا دورات في فن محادثة النباتات، وطبعا لا طعم أو رائحة لأي دورة ما لم تكن في مكان مثل لندن، والدورة ضرورية لان الباحثين الإنجليز عندما أكدوا أن النباتات تستجيب للكلام الحلو وتنفر من الكلام الفظ فإنهم كانوا يعنون أن النباتات تتحدث فقط الانجليزية، يعني أيها العربي الأبي، تجلس في حديقة بيتك وتحاول أن تلاطف الورود والزهور: هلا يا بعد عمري.. يا وردة يا عجرمية، أم جمال مية مية (100%).. حياك الله يا عيوني. هلا بالطش والرش والماي المبرّد بالغرش، ومن حبك فيوز القلب محروقة؛ فتقول لك الزهرة في سرها: وات؟ يو فول؟ يعني لازم تتعلم الإنجليزية قبل أن تمتلك حديقة، ويجب أن تأخذ دورات مكثفة في فن الغزل النباتي، خاصة وقد ثبت أن شبابنا فاشل في مجال الغزل التقليدي بعد أن باتوا يوكلون المهمة للهاتف الجوال والبريد الإلكتروني، ومن يقرأ رسائل الغزل القصيرة التي يتم تبادلها عبر الجوال هذه الأيام يدرك مدى بؤس تعليم شبابنا وحاجتهم إلى دروس ودورات تقوية في المغازلة في بريطانيا، وسيتدافعون بالآلاف للالتحاق بتلك الدورات، ثم يفاجأون بعد وصولهم إلى هناك أنهم سيغازلون النباتات، وليس "البناتات" – بتقديم الباء على النون- فبعد الذي حصل في واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر من عام 2001، فلا مجال لمن يحملون الجينات الإرهابية في الفوز بقلوب بنات جون والسكسون. [email protected]