15 سبتمبر 2025

تسجيل

جُبِلت على كدر

12 مايو 2015

جُبِلت على كدر وانت تريدها .. صفوا من الأقدار والأقذارِنعم هذا هو حال الدنيا . فهي ليست دار السعادة الأبدية بل هي دار الشقاء والكبد فالمتاع زائل واللذة مؤقتة والحزن موجود والكبد هو ماخلقنا عليه.قال تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }البلد4، فقد خلق الإنسان في مشقة ومكابدة مع دنياه ، فلو أراد الإنسان عكس ذلك فكان كما قال الشاعر " إذا رجوت المستحيل ، فإنما تبني الرجاء على شفير هار" فإنك تطلب المستحيل وستطلب عكس الفطرة . فلا تعتقد انك إذا حزنت ستكون أخر من تحزن وأعمل على أن لا تحزن في الأخرة ، الحزن في الدنيا مؤقت والحزن في الآخرة مؤبد.فاعمل أن تجعل الدنيا لا تسوى الدنيا عندك شيئا ، وضعها أمامك كطريق للجنة ، ودار امتحان واختبار وتخيل معي في ليلة من ايام دراستك ولديك إمتحان فكيف سيكون حالك قبلها ، في ضيق وتعب ودراسة ومشقة حتى تنال أعلى الدرجات ، فهذا لتنال درجة في الدنيا فما بالك بدرجة العليا والعظمى وهي الجنة واعلم أن الجنة غالية فلن يكون الطريق سهلا ، فستختبر وتمتحن ، وسترى من المصائب والحزن ، وسترى الأفراح والحزن ، فلن تتوقف الدنيا على ساعة حزن ولا على لحظة فرح فإذا ابتسمت يوما عبست أياما ، وإن عبست يوما ابتسمت أياما. لا ادعو هنا أن تكون دائم التعاسة والحزن وبعيدا عن الفرح والسعادة ولكن عش حياة طيبة ، وحين تسأل ما هي الحياة الطيبة أعرفها " قناعة بما كتب ، وصبر على ما كدر ، وشكر على ماقدر ، وطاعة في ساعة السحر " والحياة السعيدة الحقيقية هي في الآخرة حين تستظل بظل الرحمن ، وتعبر الصراط ، وترزق لذة النظر إلى وجه الرحمن . والسعادة الأبدية هي جنة فيها ما لم يخطر على قلب بشر. فاعلم ان سعادتك هي ما يقربك من ربك ، ولا تعطي الحزن والكدر أكبر من حجمه فالدنيا لا تسوى عند الله جناح بعوضة. ولا تعتقد أن السعادة هي أي أمر من أمور الدنيا فالسعادة هي في الآخرة ، وأعلم ان سعادتك في الدنيا بين ركعة وسجدة وذكر وتلاوة وصحبة صالحة وأسرة سعيدة وأعلى درجات السعادة في الدنيا هي بالرضا بقضاء الله وقدره.